قواعد تقديم الظرف والجار والمجرور في الجملة الاسمية: تحليل تفصيلي لحالات الإعراب وأوجه الخلاف بين النحاة

تقديم الظرف أو المجرور على المبتدأ:

إذا جاء في الجملة الاسمية مبتدأ، واسم آخر، وظرف، أو جار ومجرور، وكان كل من الاسم والظرف أو الجار والمجرور صالحًا لأن يكون خبرًا أو حالًا، فإن ترتيب هذه العناصر في الجملة يحدد إعرابها.

تقديم الظرف أو الجار والمجرور:

• إذا بدأنا الجملة بالظرف أو الجار والمجرور، فإن الأفضل أن نعرب الاسم الذي يليه حالًا، ونعتبر الظرف أو الججرور خبرًا مقدمًا.

1. مثال: "عندك سعيدٌ نائمًا" (عندك: خبر مقدم، سعيد: مبتدأ مؤخر، نائمًا: حال).
2. "في الدار سعيدٌ نائماً".

• يجوز أيضًا أن نعكس الإعراب، ولكن الخيار الأول هو الأفضل.

تقديم الاسم:

• إذا بدأنا الجملة بالاسم، يجب أن نعربه مبتدأ، ونعتبر الظرف أو الجار والمجرور حالًا.

1. مثال: "نائمٌ عندك سعيدٌ" (نائم: حال، عندك: ظرف مكان، سعيد: مبتدأ مؤخر).
2. "نائمٌ سعيدٌ في الدار".

تقديم المبتدأ:

إذا بدأنا الجملة بالمبتدأ، فإن ترتيب الظرف أو الجار والمجرور والاسم الذي يليه يحدد الإعراب.

1. إذا تقدم الظرف أو الجار والمجرور على الاسم، يجوز أن نعرب أحدهما حالًا والآخر خبرًا.

• مثال: "سعيدٌ عندك نائمًا" (سعيد: مبتدأ، عندك: خبر، نائمًا: حال).
• مثال: "سعيد في داره نائماً"

2. إذا تقدم الاسم على الظرف أو الجار والمجرور، فإن الأفضل أن نعرب الاسم خبرًا، ونعتبر الظرف أو الجار والمجرور حالًا.

• مثال: "سعيدٌ نائمٌ عندك" (سعيد: مبتدأ، نائم: خبر، عندك: حال).
• مثال: "سعيدٌ نائمٌ في داره"
• يجوز أيضًا أن نعكس الإعراب، ولكن هذا الخيار نادر في اللغة العربية.

رأي الجمهور وابن مالك:

• يرى معظم النحاة أنه لا يجوز نصب الاسم في الحالة التي يتقدم فيها على الظرف أو الجار والمجرور.
• يجيز ابن مالك هذا الإعراب، ويستند إلى قراءتين شاذتين للقرآن الكريم:

1. قراءة الحسن البصري: {والأرضُ جميعاً قبضتُهُ يوم القيامةِ والسمواتُ مَطوياتٍ بيمينهِ} (بنصب "مطويات" على الحال).
2. قراءة أخرى: {ما في بطونِ هذه الأنعامِ خالصةً لذكورنا} (بنصب "خالصة" على الحال).

• يشير ابن مالك إلى أن شذوذ القراءة لا يعني أنها غير صالحة للاستشهاد بها في اللغة العربية.

حالات استثنائية:

• إذا كان الظرف أو الجار والمجرور غير صالح لأن يكون خبرًا (أي لا يكتمل المعنى بدونه)، فإن الاسم يجب أن يكون خبرًا، والظرف أو الجار والمجرور يجب أن يكون حالًا.

1. مثال: "فيك إبراهيمُ راغبٌ" (إبراهيم: مبتدأ مؤخر، راغب: خبر، فيك: جار ومجرور متعلق براغب).
2. مثال: "إبراهيم فيك راغبٌ"

توضيحات إضافية:

• الخبر هو الجزء الذي يكمل معنى المبتدأ، والحال هو وصف يبين هيئة الاسم.
• الظرف هو اسم يدل على مكان أو زمان، والجار والمجرور هو حرف جر يليه اسم مجرور.
• تختلف آراء النحويين في هذه المسألة، ولكن القاعدة العامة هي أن ترتيب العناصر في الجملة يحدد إعرابها.