سوف يذهب في اعتقاد البعض أن زكريا تامر ينهج طريقة الدادائيين، يُغمض عينيه، يفتح القاموس، يضع سبابته بشكل عشوائي على كلمة يقيم عليها قصة.
والحقيقة أنه يعيد إلى الأذهان ما درج على فعله بعض الشعراء العرب القدامى من مثل: أبي العبر؛ ابي الشمقمق، فلكأن صاحب 'النمور في اليوم العاشر ' يريد أن يؤكد ان القصة القصيرة جدا هي أدب عربي صرف في طريقة تشكيلها وفي شرعيتها كأدب أصيل.
لقد قال غسان كنفاني ذات مرة:
'لنتفق أولاً على أن مصطلح القصة القصيرة جداً وما يندرج تحت هذا العنوان لا يعني أن 'من طرحوه' يبتدعون لوناً أو منهجاً أو جنساً أدبياً جديداً.
ولو عدنا إلى كثير من النصوص القديمة بدءاً مما جاء في (القرآن الكريم)، وكتب السلف، ومواقف الظرفاء، والشعراء، وأصحاب الحاجات في بلاطات الأمراء، وما تمخّض عنها من حكايات، لم تكن تتجاوز الجمل القليلة.
ولعل كتاب 'المستطرف في كل فن مستظرف' لمؤلّفه الأبشيهي خير مثال..
وكذلك بعض النصوص التي جاءت في كتب الخلف وأكثرهم من الكتّاب الكبار محلياً وعالمياً، لوجدنا عشرات من النصوص أمثلة تصلح لتكون قصصاً قصيرة جداً، سمعناها أو قرأناها، وقبلناها، لأنها ببساطة حملت إلينا متعة القصّة مستوفية الشروط الفنيّة، ووصلتنا سهلة... من دون أن يفرضها علينا أحد تحت عنوان 'قصّة قصيرة جدّاً'، وكأنه مصطلح يوحي بابتداع جنس أدبيّ جديد.. ولعل الكلمة الوحيدة المبتدعة، التي أثارت جدلاً بدأ ولم ينته هي كلمة 'جداً'.
التسميات
دراسات أدبية