الصفات المكانية في النماذج الاجتماعية والدينية والسياسية والأخلاقية في الرواية

يرى (لوتمان) أن النماذج الاجتماعية والدينية والسياسية والأخلاقية في الرواية تتضمّن وبنسب متفاوتة، صفات مكانية، تارة في شكل تقابل: السماء/ والأرض، وتارة في شكل نوع من التراتبية السياسية والاجتماعية حين تعارض بين الطبقات العليا/ الدنيا، وتارة في صورة صفة إطلاقية حين تقابل بين اليمين/ واليسار...

وكل هذه الصفات تنتظم في نماذج للعالم تطبعها صفات مكانية بارزة، وتقدم نموذجاً إيديولوجياً متكاملاً خاصاً بنمط ثقافي معطى.

ويتجاوز (لوتمان) العرض النظري لمفهوم التقاطب إلى الممارسة النقدية، فيحلل شعر (تيوتشيف) من خلال ثنائية: الأعلى/ الأسفل، فيربط الطرف الأول بـ (الاتساع) والطرف الثاني بـ (الضيق)، ثم يدل بـ (الأسفل) على النزعة المادية، ويدل بـ (الأعلى) على النزعة الروحية، لينتهي بعد مجموعة من التقابلات إلى أن (الأعلى) هو مجال الحياة، وأن (الأسفل) هو مجال الموت.

وفي دراسته لشعر (زابولوتسكي) الذي تلعب البنيات المكانية فيه دوراً عظيماً، يجد بأن (الأعلى) يكون دائماً مرادفاً عنده لمفهوم (البعيد)، و(الأسفل) مرادفاً لمفهوم (القريب).

ولذلك فإن كل انتقال يبقى متجهاً إما إلى (الأعلى) أو إلى (الأسفل)، وتنتظم الحركة على المحور العمودي الذي ينظم الفضاء الأخلاقي، فالشرّ يضعه الشاعر في (الأسفل)، والخير يوجهه نحو (الأعلى).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال