حاجة الدولة إلى الأخلاق:
لقد أمن بعض الفلاسفة منذ القديم بضرورة إدخال الأخلاق في العمل السياسي, فقد نظر "أرسطو" إلى علم الأخلاق على أنه علم عملي هدفه تنظيم الحياة الإنسانية بتحديد ما يجب فعله وما يجب تركه وهذا لا يتحقق إلا بمساندة القائمين على زمام الحكم باعتبار أن كثيرا من الناس لا يتجنبون الشر إلا خوفا من العقاب.
ارتباط السياسة بالأخلاق:
ولذلك فقد حدد أرسطو غاية الإنسان من الحياة في مستهل كتابه: "الأخلاق إلى نيقوماخوس" على أنها تحقيق "الخير الأعظم" وبدون معرفته و الوقوف عليه لا نستطيع أن نوجه الحياة.
بينما في العصر الحديث ربط "ايمانويل كانط" (1724-1804) فيلسوف ألماني السياسة بالأخلاق ربطا محكما.
العدل والمساواة:
وبين على عكس ماكيافيللي أن الغاية من وجود الدولة هو مساعدة الإنسان وتحسين ظروف حياته وجعل من السياسة وسيلة لتحقيق غايتها وهي خدمة الفرد حيث يقول: "يجب أن يحاط كل إنسان بالاحترام التام كونه غاية مطلقة في ذاته".
وقد عمل كانط من خلال كتابه "مشروع السلام الدائم" على أن الحياة السياسية داخل المجتمع الواحد وخارجه يجب أن تقوم على العدل والمساواة.
تحقيق القيم الأخلاقية:
وقد كان لكتابه تأثير على الأنظمة الحاكمة في أوروبا – وقد جاء في المادة الأولى من لائحة حقوق الإنسان: "يولد الناس جميعا أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق...".
وهي قيم أخلاقية يعمل المجتمع الدولي على تحقيقها.
لكن الحياة الواقعية التي يعيشها الإنسان وتعيشها الدول لا تقوم على مبادئ ثابتة بل ممتلئة بالحالات الخاصة التي لا تجعل الإنسان يرقى إلى هذه المرتبة من الكمال التي يعامل فيها أخيه الإنسان على أنه غاية في ذاته.
التسميات
الدولة والأمة