حول مضار التدخين على الجلد ذكرت د. أيفونا ـ أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية ـ أنه لا توجد علاقة مباشرة بينهما حيث إن مادة النيكوتين والمواد القطرانية الموجودة في الدخان ليس لها تأثير مباشر على خلايا الجلد.
ولكن لأن الجلد مرآة لجميع أجهزة الجسم وأعضائه الداخلية، فتأثر أي عضو داخلي يكون له تأثيره على سطح الجلد.
ومن المعروف أن الجلد يكتسب لونه نتيجة لوجود مادتين ملونتين. والمادتان: الثالثة والرابعة موجودتان في طبقة الأدمة (وهي طبقة الجلد الداخلية) وطبقة الأدمة هذه تحتوي على الأوعية والشعيرات الدموية التي تحتوي بدورها على كريات الدم الحمراء التي تحمل مادة الهيموجلوبين، وهي صبغة حمراء زاهية اللون، وتحمل الأكسجين من الرئتين إلى جميع خلايا الجسم، والمادة الثانية هي الهيموجلوبين المختزل المحمل بثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الرئتين.
وبالنسبة للصبغتين الأخريين يظهر تأثيرهما على لون الجلد في الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، أما الأشخاص ذوو البشرة الداكنة فيتلاشى تأثير لون الهيموجلوبين بشقيه المؤكسد والمختزل نتيجة لكثافة مادة الميلانين البنية في البشرة.
وأضافت د. أيفونا أن مادة الدخان ـ أياً كان أسلوب استعمالها ـ تحتوي على عناصر كثيرة ضارة يمكن تقسيمها إلى مجموعتين: مجموعة تحوي مادة النيكوتين، والمجموعة الأخرى تحوي المواد القطرانية (أو السرطانية).
أما بالنسبة للنيكوتين فيدخل إلى كريات الدم الحمراء الموجودة في الشعيرات الدموية الرئوية، ويتحد مع الهيموجلوبين، ويكون مادة صعبة التفكك تسمى الميتهيموجلوبين، وهي التي تجعل الهيموجلوبين غير قادر على حمل غاز الأكسجين اللازم لجميع خلايا الجسم، وقد عرفنا أن اللون الأحمر الزاهي يرجع إلى مادة الهيموجلوبين المحمل بالأكسجين فيعطي البشرة لونها الطبيعي، أما مادة الميتهيموجلوبين فتجعل لون البشرة شاحباً مائلاً للزرقة ويظهر هذا بوضوح في لون الشفاه والأظافر وملتحمة العين عند المدخنين.
ومع زيادة مدة التدخين تصاب الرئة ـ أيضاً ـ بالأمراض الالتهابية المزمنة، وتصبح غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية، وفي هذه الحالة تأخذ أطراف الأصابع شكلاً غير طبيعي، فتنتفخ، ويميل لونها إلى الزرقة حيث تشبه عصا الطبلة، ويزداد تحدب الأظافر، وهذا ما يطلق عليه (Clubbing) وهذه علامات مميزة يعرفها الطبيب، ويقدر بها مدى إصابة القلب والرئة.
أما فيما يتعلق بعلاقة التدخين بتصلب الشرايين، وضيقها، وانسدادها، فقد أكدت د. أيفونا انها حقيقة علمية لا تحتمل الشك، ومنها شرايين الجلد، فعندما تضيق يصبح لون الجلد شاحباً، وبعد ذلك يتحول اللون إلى الأزرق، ويصير ملمس الجلد جافاً خشناً، ويشعر المريض والطبيب أن الأطراف باردة زرقاء.
التسميات
تدخين