خصوصيات التفكير الفلسفي.. الخطاب الفلسفي خطاب عقلاني يستند إلى البرهان ويهدف إلى التخلص من قيود العادات والتقاليد البالية التي تقيد التفكير

إن من أبرز خصوصيات التفكير الفلسفي أنه بمثابة محاولة تجاوز لما هي عليه الحياة اليومية إلى شيء آخر أكثر قيمة بالنسبة للمرء.

إلا أن هذا الشيء القيم لا يتجلى للمرء من أول وهلة، كما أن محاولة التجاوز تتطلب من المرء بحثا وتفكيرا عميقا.

وهكذا يرتبط التفكير الفلسفي بذلك الجهد الفكري الذي يبذله المرء والذي يجب على كل متفلسف أن يقوم به.

هكذا كان حال الذي فلاسفة اليونان الأوائل خاصة سقراط الذي صارع الرأي العام من جهة والسوفسطائيين من جهة أخرى.

فالممارسة الفلسفية تفرض على الفيلسوف التخلص من قيود العادات والتقاليد البالية التي تقيد تفكيره، ومن سيطرة الأفكار والظواهر التي تحد من رؤيته.

فهو يعالج موضوعا محددا انطلاقا من التساؤل عن العلل الأولى للوجود، مرورا بالمعرفة والقيم إلى البحث في العلم، وهو ما يتبع في ذلك منهجا تأمليا عقليا يقوم على خصائص تميزه عن منهج العلم التجريبي.

ولعل هذا ما يدفع بالفلاسفة إلى الشك من أجل تحرير الفكر، والوقوف على اليقين مثلما هو الحال عند الغزالي وديكارت.

وهذا يقودنا إلى ميزة أخرى من أهم مميزات التفكير الفلسفي وهي النظرة الفاحصة، واليقظة الدائمة والانتباه المستمر أمام كل المشاكل التي تعترض الفيلسوف، فلا يقبل شيئا و لا يرفض شيئا إلا بعد إخضاعه لمقياس العقل، فالخطاب الفلسفي خطاب عقلاني يستند إلى البرهان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال