وقت بدء ذبح أضحية العيد.. لا يجوز قبل طلوع الشمس وقبل صلاة العيد في ذلك اليوم

لقد أجمع العلماء على أن ذبح الأضحية لا يجوز قبل طلوع الشمس وقبل صلاة العيد في ذلك اليوم أو ما يعادل ذلك الوقت ممن كان خارجاً عن المصلىّ وبعيداً عنه أي بمقدار وقت الصلاة والخطبة.
قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري والليث بن سعد: لا يجوز ذبح الأضحية قبل الصلاة، ويجوز بعد الصلاة قبل أن يذبح الإمام، وحجتهم قوله صلى الله عليه وسلم "من نسك قبل الصلاة، فإنما هي شاة لحم"[1].
وقوله صلى الله عليه وسلم "من كان ذبح قبل الصلاة فليعد"[2].
وكان هذا في خطبة يوم النحر.
وعن جندب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى، فرأى قوماً قد ذبحوا، وقوماً لم يذبحوا، فقال "من كان ذبح قبل صلاتنا فليُعد، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله"[3].
قالوا: فهذه الآثار كلها تدل على اعتبار مراعاة وقت الصلاة دون ما سواها.
وقال أحمد بن حنبل: إذا انصرف الإمام فاذبح.
وقال إسحاق: إذا فرغ الإمام من الخطبة فاذبح.
واعتبر الطبري قدر مُضي وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وخطبته بعد ارتفاع الشمس.
وقال الشوكاني: قال مالك: لا يجوز ذبحها (أي الأضحية) قبل صلاة الإمام وخطبته وذبحه.
وقال الثوري: يجوز بعد صلاة الإمام قبل خطبته وأثنائها.
وقال الشافعي مع داود وآخرون: إن وقت التضحية من طلوع الشمس فإذا طلعت ومضى قدر صلاة العيد وخطبته أجزأ الذبح بعد ذلك، وسواءً كان من أهل القرى والبوادي أو من الأمصار أو من المسافرين[4].
والراجح: أن وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد، سواءً صلىّ المضحيّ أم لا.
وهو الذي يدل عليه الدليل، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان ذبح قبل الصلاة فليعد"[5].
وعن البخاري "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسُكه وأصاب سنة المسلمين".
فالصواب: أن وقت الذبح بعد صلاة العيد لمن كان في المدن، أماّ أهل القرى ومن ليس عليهم صلاة عيد، فعليهم أن يقدروا وقت الصلاة، فإذا علموا أن الصلاة قد انتهت تقديراً ذبحوا".
قال الشيخ عبد الله البابطين: من ضحىّ بعد صلاة الإمام فأضحيته مجزئة، ولو لم يصلي، لأن العبرة بصلاة الإمام لا صلاة الإنسان نفسه[6].
[1] التمهيد 10 / 272_ 276.
[2] متفق عليه.
[3] رواه البخاري.
[4] نيل الأوطار 5 / 126 _ 127.
[5] متفق عليه.
[6] الدرر السنية 5 / 406.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال