حول علاقة التدخين بالأورام السرطانية في الجهاز التنفسي يؤكد د. محمد عريقات أخصائي الأمراض الصدرية، أن هذه الأورام تبدأ بسرطان الشفة الذي يكثر عند مدخني الغليون، وكذلك سرطان الحنجرة، وسرطان القصبات الهوائية والرئتين، وقد أثبتت الدراسات أن (9) حالات من بين كل (10) حالات من المصابين بسرطان الرئة تظهر عند المدخنين، وأن الحالة العاشرة غالباً ما تكون لمريض مخالط للمدخنين، كما ثبت أن حالات الوفاة الناتجة عن سرطان الجهاز التنفسي تعد الأكثر بين حالات السرطان لدى الرجل والمرأة المدخنين على حد سواء.
وعلى الرغم من أن الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي تظهر غالباً في سن متأخرة بين (55 و 65) عاماً فإن بداية التحولات السرطانية تبدأ مع بداية التعرض لمواد التبغ السامة، أي منذ بداية التدخين، وهناك علاقة وثيقة ومؤكدة بين كمية السجائر التي يدخنها الإنسان، ومدة التدخين، وحدوث سرطان الرئة والقصبات، حيث تزداد نسبة الخطورة بازدياد عدد السجائر المدخنة وطول مدة التدخين.
كما ثبت أن الإنسان غير المدخن الذي يعيش أو يعمل مع المدخنين يكون معرضاً للإصابة بسرطان الرئة والقصبات أيضاً، وهوما يسمى بالمدخن السلبي. والمدمن الذي يدخن (20) سيجارة يومياً يزيد احتمال إصابته بسرطان الرئة (10) مرات أكثر من غير المدخن، ومن يدخن (40) سيجارة يومياً يزيد احتمال إصابته بسرطان الرئة (25) مرة أكثر من غير المدخن، وثبت أيضاً أن (86%) من حالات السرطان الرئوي التي تشخص سنوياً في الولايات المتحدة يموت أصحابها خلال (5) سنوات من تاريخ التشخيص.
ويضيف د. عريقات أن مشكلة الآثار السلبية للتبغ أنها قد تتراكم مع الوقت، وتبدأ في الظهور تدريجياً بعد سنوات عديدة من التدخين، كما هي الحال في أمراض القصبات الهوائية المزمنة، أو تظهر فجأة كمرض السرطان الرئوي.
وفي حالة التوقف عن التدخين، فإن احتمال الإصابة بالسرطان الرئوي يقل سنة بعد أخرى، حيث إن الخلايا غير الطبيعية تستبدل بها خلايا طبيعية، وبعد عدة سنوات من الامتناع عن التدخين، فإن احتمال الإصابة بالسرطان الرئوي يقل بحوالي النصف عن الشخص الذي يستمر في التدخين، وذلك يعتمد على المدة الزمنية التي قضاها سابقاً في التدخين.
وبالنسبة لأمراض القصبات المزمنة، فإن مما يؤسف له أن آثار التدخين فيها تستمر غالباً.
ولكن التوقف عن التدخين لدى الأشخاص المصابين يحِدُّ من تطورها إلى الأسوأ.
ويتفق د. فواز الحوزاني أخصائي الامراض الباطنية مع الرأي السابق، ويشير إلى أنه حصل في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة زيادة في نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند الرجال والنساء على حد سواء، ويعتبر سرطان الرئة من اكثر الأورام الخبيثة شيوعاً في البلاد الغربية حتى إنه يعد السبب الثالث للوفيات في المملكة المتحدة حيث يتوفى (3200) مريض سنوياً بسبب سرطان الرئة والقصبات.
اما من حيث العلاقة بين التدخين وأورام الرئة القاتلة، فيقول د. شمسي باشا: من النادر جداً ان يكون مريض الأورام غير مدخن، حيث إن 95% من الأورام تحدث عند المدخنين، ويتسبب هذا المرض في آلام ومعاناة كبيرة للمريض بشكل خاص ولعائلته بشكل عام، حيث يبقى المريض يتألم، ويعاني، ويسهر، ويسعل الدماء، وقد يحتاج إلى عملية كبرى لاستئصال الورم مع ما يتطلبه ذلك من بقاء في المستشفيات وآلام جروح العمليات، وقد يحتاج أحياناً إلىجلسات من العلاج بالأشعة لعلاج الورم في محاولة للقضاء على سرطان الرئة الفتاك.
التسميات
تدخين