الفلسفة عند برتراند راسل وأرسطو.. وعي الإنسان بنقائص معارفه ووجود التفكير الفلسفي مرتبط بالظروف الملائمة

إن الفلسفة في نظر برتراند راسل تبدأ عند وعي الإنسان بنقائص معارفه وهذا الوعي لا نجده عند غالبية الناس بل البعض فقط هو الذي يدرك هذه النقائص فيقول: "وإنك لتخطو الخطوة الأولى في سبيل الفلسفة إذا أدركت هذه النقائص في تفكير العامة".

وهكذا فقد وجد فلاسفة في المجتمعات القديمة في بلاد فارس والهند وغيرهما، إلا أن أرسطو يقول: إن البحث عن المعرفة الفلسفية لم يبدأ إلا في البلاد التي تحقق فيها كل ما هو ضروري لتسديد حاجيات الحياة".

وهذا يعني أن وجود التفكير الفلسفي مرتبط بالظروف الملائمة.
ولعل هذا ما جعل الفلسفة بالمعنى الدقيق لم تبدأ إلا مع اليونان.

فالظروف الاقتصادية للمجتمع اليوناني والتقسيم الطبقي فيه أفرز فئة متحررة من ضغط الحاجة كرست كل أوقاتها للعمل الذهني.

كما أن الظروف السياسية وما تمتع به المجتمع اليوناني من ديمقراطية في إطار الدستور الأثيني الذي يضمن حرية التفكير والتعبير.

وفر للفكر الظروف الملائمة للتفتح والتطور.
وهذا يفرض علينا أن نؤكد على ارتباط الفلسفة بالظروف التي تنشأ فيها. فالظروف الملائمة شرط وجود الفلسفة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال