المرض الغامض لهواري بومدين.. بين اللبن المسموم من تل أبيب ومساهمة المخابرات الأمريكية في اغتياله وعلم الحسن الثاني بذلك وإصابته برصاصة في رأسه في محاولة اغتيال في ثكنة عسكرية

أصيب هواري بومدين صاحب شعار "بناء دولة لا تزول بزوال الرجال" بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه، وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء وذهب طبيب سويدي إلى القول إن هواري بومدين أصيب بمرض "والدن ستروم" وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض، وجاء إلى الجزائر خصيصاً لمعالجة بومدين، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصاباً بهذا الداء الذي من أعراضه تجلط الدم في  المخ.
استمرّ بومدين يهزل ويهزل وتوجه إلى الاتحاد السوفياتي سابقاً لتلقّي العلاج، فعجز الأطباء عن مداواته فعاد إلى الجزائر.وقد ذكر مهندس التصنيع في الجزائر في  عهد هواري بومدين بلعيد عبد السلام أن هواري بومدين تلقى رسالة من ملك المغرب الحسن الثاني جاء فيها: إذا لم نلتق مطلع العام فإننا لن نلتقي أبداً، وقد سئل مدير الاستخبارات العسكرية قاصدي مرباح عن هذه الرسالة فأجاب: أنّه يجهل وصولها أساساً باعتباره - كما قال – كنت أنا الذي يضمن الاتصالات مع المغرب باستثناء مرة واحدة ذهب فيها الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي إلى المغرب، في إطار قضية الصحراء الغربية وقد يكون هو الذي جاء بهذه الرسالة.
وقد انتشرت في الجزائر شائعات كثيرة حول موت هواري بومدين وسط غياب الرواية الحقيقية وصمت الذين عاصروا هواري بومدين، وكانوا من أقرب الناس إليه، علماً أن هواري بومدين لم يعرف له صديق حميم ومقرب عدا صديقه شابو الذي توفي في وقت سابق وبقي بومدين من دون صديق.
ومن الشائعات التي راجت في الجزائر أن هواري بومدين شرب لبناً مسموماً، حيث كان يدمن شرب اللبن وهذا السم استقدم من تل أبيب. وقيل أيضاً أنّ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان على علم باختفائه قريباً عن المشهد الدنيوي، وقيل أن المخابرات الأمريكية كانت مستاءة منه جملة وتفصيلاً وقد ساهمت في اغتياله، وقيل أيضاً أنه أصيب برصاصة في رأسه في محاولة اغتيال في ثكنة عسكرية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال