الوضوح والدقة في قيادة الخليفة عمر بن الخطاب.. الإدارة ليست سلطة يتولاها شخص يصبح بموجبها الآمر الناهي أو وسيلة بناء مجد شخصي وتحقيق غرض ذاتي

الإدارة ليست سلطة يتولاها شخص يصبح بموجبها الآمر الناهي، وليست وسيلة بناء مجد شخصي وتحقيق غرض ذاتي، إنما هي مسئولية ينوء بحملها من لهم قوة وعزم.
هكذا يفهمها عمر رضي الله عنه، حيث يقول في أول خطبة "أيها الناس، إني قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم ما توليت ذلك منكم، ولكفى عمرَ انتظار موافقة الحساب...".
ويضيف: "ولن يغيّر الذي وليت من خلافتكم من خُلقي شيئا إن شاء الله، إنما العظمة له وليس للعباد منها شيء، فلا يقولن أحد منكم: إن عمر تغير منذ ولي، أعقل الحق من نفسي وأتقدم".
ويقول: "أنا مسئول عن أمانتي، لا أكِلُه إلى أحد إلا الأمناء وأهل النصح منكم، ولست أجعل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله".
ومن التحليل الأولي لكلمات عمر يتضح:
1- الكفاءة والقدرة من العناصر الملازمة لمن يتحمل المسؤولية.
2- تحقيق الأهداف منسجمة مع الجهد واتجاهات العمل لدى المسؤولين.
3- التعاون والمشورة من عوامل تحقيق الأهداف.
4- العمل تكليف وليس تشريفا وبذلك لا يؤدي لتغير أخلاق المسؤول.
5- توزيع الصلاحيات لا يعفي من تحمل المسؤوليات.
هذه المبادئ الإدارية لم يطلقها عمر شعارا بل واقعا حيا التزم بها في كافة جوانب سنوات خلافته الراشدة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال