تدريبات إتيان الحركات العضلية طوعا للإرادة لتقوية النفس وامتلاك حركاتك العضلية الاضطرارية متسلطا على جسمك بالوظائف الاختيارية

التدريبات الآتية بها تستطيع إتيان الحركات العضلية طوعا لارادتك .
1. اجلس أمام مائدة وضم أصابعك بحيث تكون الإبهام منطوية فوق الأصابع .
اتكئ بيدك من الانسية . على المائدة أمامك .
ثبت نظرك  على قبضة يدك بضعة ثوان ثم أفرد ببطء إبهامك حاصرا كل انتباهك على هذا العمل كأنه ذو أهمية كبرى . افرد أيضا وببطء إصبع السبابة . فالوسطى فالبنصر فالخنصر حتى تكون الكف مفتوحة . ثم اعكس العملية بأن تطوي الخنصر فالبنصر وهلم جرا حتى الإبهام وترجع قبضة اليد كما كانت أي أن الإبهام يكون مطويا عليها.
افعل باليد اليسرى نفس هذا التمرين وكرره في كل دفعة خمس مرات . وتدرج بالزيادة حتى يبلغ العشر مرات.
مما لا شك فيه أن هذا التمرين يضجرك بيد أن من المهم أن لا تسأم إذ بذلك تستطيع حصر التفاتك لأي شيء ولو كان تافها والتسلط على كل حركاتك العضلية . ولا تهمل الالتفات إلى حركات أصابعك.
2. شبك أصابع اليدين ببعضها ما عدا الإبهامين اللذين تلقيهما حول بعضهما تارة يمينا وطورا يسارا وليكن انتباهك موجها إلى أطرافها.
3. ضع يدك اليمنى على منكبيك ولتكن إبهامك وباقي الأصابع مطوية ما عدا السبابة الذي يبقى ممدودا وتأخذ بتحريكه من اليمين إلى اليسار وبالعكس موجها انتباهك إلى طرفه . ويمكنك أن تكثر من هذه التمرينات بقدر ما تستطيع ونحن نترك لفكرك الثاقب ولمهارتك إيجاد تمارين مماثلة.
إنما المهم في كل ذلك أن تحصر وتوجه كل انتباهك إلى الجزء الذي تحركه من الجسم.
قد يثور هذا الانتباه من تعسفك به ويحاول التخلص منه بالتشاغل بأمر آخر ينجذب إليه فلا تدعه يفعل ذلك بل تخيل نفسك مدرسا أمام تلميذ ينظر إلى صفحات كتابه ولكنه يسترق النظر إلى شيء آخر فواجبك ملاحظته وتنبيهه إلى التمعن في الكتاب دون سواه ولو كان الدرس مملا مضجرا . وبذلك يكون لك السلطان المطلق على حركاتك العضوية فتتقوى فيك ملكة حصر الفكر.
4. خذ شيئا لا قيمة له . وليكن مثلا قلم رصاص . فكر فيه جيدا نجو الخمس  دقائق كأنه ذو أهمية عظمى . قلِّبه مرارا بين أصابعك مفكرا في المادة التي صنع منها والغرض الذي عمل لأجله وكيف يستعمل . تصور أن جل غرضك من الحياة درس هذا القلم دون أي شيء غيره.
نوع هذا التمرين بأن تختار أي شيء للتأمل فيه بحيث يكون تافها لا قيمة له حتى تكون مقاومتك للملل الذي يعتريك عظيمة والمجهود الذي تبذله لحصر فكرك كبيرا .
نظن أن التمارين السابقة تكفي القارئ ليحذو على مثالها وليبتكر غيرها مما يقع كل يوم تحت حسه وإدراكه حتى يتمكن من امتلاك فكره وحصره على شيء خاص وبذلك يسود على نفسه ويجعل أمياله خاضعة لإرادته ويتمشى بها إلى التأثير على الغير فيلازمه النجاح في أعماله الدنيوية والغبطة في حياته اليومية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال