سوسيولوجيا النص الروائي عند ميشيل زيرافا واللسانيات التوليدية عند جوليا كريستيفا:
من الواضح أن (كريستيفا) تستفيد من اللسانيات التوليدية في ما يتعلق بالجانب الداخلي لتحليل الرواية. أما الجانب السوسيولوجي في منهجها فهو يتعلق بإشارتها إلى ضرورة ربط الرواية بـ(إيديولوجيم) العصر.
كما أن إنجازات الناقد (ميشيل زيرافا) M.Zeraffa باعتباره واحداً من سوسيولوجي النص الروائي، يخرج من الدائرة الضيّقة لمفهوم الحوارية الباختيني ليجعل النص الروائي قابلاً لأن يعكس موقفاً محدداً من مجموع الثقافات والإيديولوجيات التي تدخل في تركيبه. وأكّد على استقلالية تاريخ الأشكال الروائية عن تاريخ المجتمعات. ورأى أن الروائيين الذين لا يصورون الواقع الاجتماعي بشكل مباشر هم أيضاً يعبّرون عن موقف من الواقع.
سوسيولوجيا النص الروائي عند ميشيل زيرافا واللسانيات التوليدية عند جوليا كريستيفا من المناهج الأدبية الحديثة التي تسعى إلى دراسة النص الروائي في سياقه الاجتماعي والثقافي، وتربط بين النص وبين قضايا المجتمع والتاريخ.
سوسيولوجيا النص الروائي عند ميشيل زيرافا:
يركز ميشيل زيرافا في تحليله للنص الروائي على دراسة العلاقات بين النص وبين النظام الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته. ويعتقد زيرافا أن النص الروائي هو نتاج للسياق الاجتماعي والثقافي الذي كتب فيه، وأن النص يعكس هذا السياق في مضمونه وشكله.
جوانب العلاقة بين النص والمجتمع:
ويستخدم زيرافا مصطلح "سوسيولوجيا النص الروائي" للإشارة إلى دراسة العلاقة بين النص والمجتمع. ويعتقد زيرافا أن هذه العلاقة يمكن أن تدرس من خلال عدة جوانب، منها:
- السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجت فيه الرواية:
يهتم هذا الجانب بدراسة العوامل الاجتماعية والثقافية التي أثرت في كتابة الرواية، مثل: النظام السياسي والاقتصادي والأخلاقي السائد في المجتمع، والقيم والأفكار السائدة في المجتمع.
- المضامين الاجتماعية والثقافية للرواية:
يهتم هذا الجانب بدراسة القضايا الاجتماعية والثقافية التي تناولتها الرواية، مثل: العلاقات الاجتماعية، والقيم والأخلاق، والأفكار السياسية والاقتصادية.
- الأشكال الفنية للرواية:
يهتم هذا الجانب بدراسة العلاقة بين الشكل الفني للرواية وبين النظام الاجتماعي والثقافي الذي أنتجت فيه، مثل: استخدام اللغة، وبناء الشخصيات، وتطوير الحبكة.
اللسانيات التوليدية عند جوليا كريستيفا:
تعتمد جوليا كريستيفا في تحليلها للنص الروائي على نظرية التحليل النفسي عند سيغموند فرويد، واللسانيات التوليدية عند تشومسكي. وتعتقد كريستيفا أن النص الروائي هو نتاج للصراعات اللاشعورية في النفس البشرية، وأن النص يعكس هذه الصراعات في بنيته ودلالته.
تستخدم كريستيفا مصطلح "اللسانيات التوليدية" للإشارة إلى دراسة العمليات التي تؤدي إلى إنتاج النص. وتعتقد كريستيفا أن النص الروائي لا ينتج من خلال مجموعة من القواعد النحوية والصرفية، بل ينتج من خلال الصراعات اللاشعورية في النفس البشرية.
وتهتم كريستيفا في تحليلها للنص الروائي بالبحث عن العناصر اللاشعورية في النص، مثل: التخيلات، والذكريات، والرغبات المكبوتة. وتعتقد أن هذه العناصر اللاشعورية تؤثر بشكل كبير على بناء النص ودلالته.
العلاقة بين سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية:
ترتبط سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية ببعضهما البعض في عدة جوانب، منها:
- التركيز على دراسة النص في سياقه الاجتماعي والثقافي:
تشترك سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية في التركيز على دراسة النص في سياقه الاجتماعي والثقافي.
- الاهتمام بدراسة العلاقات بين النص والمجتمع:
تهتم سوسيولوجيا النص الروائي بدراسة العلاقات بين النص والمجتمع، بينما تهتم اللسانيات التوليدية بدراسة العلاقات بين النص واللاشعور.
- البحث عن العناصر اللاشعورية في النص:
تبحث سوسيولوجيا النص الروائي عن العناصر اللاشعورية في النص، بينما تبحث اللسانيات التوليدية عن العناصر اللاشعورية في النص من خلال تحليل بنيته ودلالته.
الاختلافات بين سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية:
ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الاختلافات بين سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية، منها:
- التركيز على دراسة العلاقات بين النص والمجتمع:
تركز سوسيولوجيا النص الروائي على دراسة العلاقات بين النص والمجتمع، بينما تركز اللسانيات التوليدية على دراسة العلاقات بين النص واللاشعور.
- استخدام المصطلحات:
تستخدم سوسيولوجيا النص الروائي المصطلحات الاجتماعية والثقافية، بينما تستخدم اللسانيات التوليدية المصطلحات اللغوية والنفسية.
- الأهداف:
تسعى سوسيولوجيا النص الروائي إلى فهم العلاقات بين النص والمجتمع، بينما تسعى اللسانيات التوليدية إلى فهم العلاقات بين النص واللاشعور.
وبشكل عام، يمكن القول أن سوسيولوجيا النص الروائي واللسانيات التوليدية من المناهج الأدبية الحديثة التي تسعى إلى دراسة النص الروائي في سياقه الاجتماعي والثقافي، وتربط بين النص وبين قضايا المجتمع والتاريخ.
التسميات
نص أدبي