نظرة (سوسير) إلى اللغة.. استبعاد البعد الدلالي والمؤلف والواقع كنقطتي انطلاق لعملية التفسير

إذا كانت نظرة (سوسير) إلى اللغة تستبعد البعد الدلالي من خلال مفهومه عن العلامة كاتحاد بين الدال (المكتوب، أو المنطوق) والمدلول (المفهوم)، فإن المعنى لا تقرره مقاصد المتحدثين باللغة ورغباتهم الذاتية.

فليس المتكلم هو الذي يُضفي المعنى، مباشرة على أقواله، بل المنظومة اللغوية ككل.

وهذا يعني ـ في مجال الأدب ـ استبعاد كل من المؤلف والواقع كنقطتي انطلاق لعملية التفسير.

فالمقاربة البنيوية تستغني عن هذه المرتكزات الأساسية للتاريخ والنقد الأدبي التقليديين، لكي تميط اللثام عن المنظومات الدلالية الفاعلة في الأدب، وتركّز على الدوال على حساب المدلولات، وتُعنى بالطريقة التي ينتج بها المعنى، أكثر من المعنى ذاته.

وفي هذا يقول جينيت: "لقد اعتبر الأدب، لأمد  طويل، رسالة دون مدوّنة، ولذا بات من الضروري اعتباره مدوّنة دون رسالة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال