السوسيولوجيا النصية والحياد المطلق للنص في بنيته العامة عند جوليا كريستيفا.. النص الروائي مقاربة سيميولوجية لبنية خطابية تحويلية

السوسيولوجيا النصية والحياد المطلق للنص في بنيته العامة عند جوليا كريستيفا:

تُعدّ السوسيولوجيا النصية عند جوليا كريستيفا نهجًا في دراسة النص الأدبي يُركز على دراسة العلاقات بين النص والمجتمع، وذلك من خلال دراسة العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في كتابة النص، والعوامل الاجتماعية والثقافية التي يعكسها النص.
وتستند السوسيولوجيا النصية عند كريستيفا إلى مفهومها عن النص باعتباره "وحدة لغوية تتضمن بنية داخلية، ويمكن فهمها بشكل كامل إلا في سياقها الخاص". وتعتقد كريستيفا أن النص هو نتاج للتفاعل بين العوامل الاجتماعية والثقافية، وبين العوامل اللغوية والفنية.
وفيما يتعلق بالحياد المطلق للنص في بنيته العامة، ترى كريستيفا أن هذا الحياد هو وهم، وأن النص لا يمكن أن يكون محايدًا تمامًا، لأنه يعكس دائمًا السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته.

مرتكزات السوسيولوجيا النصية عند جوليا كريستيفا:

وتستند كريستيفا في هذا الاعتقاد إلى عدة نقاط، منها:

- النص هو نتاج للتفاعل بين العوامل الاجتماعية والثقافية:

تعتقد كريستيفا أن النص هو نتاج للتفاعل بين العوامل الاجتماعية والثقافية، مثل: النظام السياسي والاقتصادي والأخلاقي السائد في المجتمع، والقيم والأفكار السائدة في المجتمع.

- النص يعكس دائمًا السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته:

تعتقد كريستيفا أن النص يعكس دائمًا السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته، وذلك من خلال اللغة المستخدمة، والشخصيات والأفعال والأحداث والأماكن والأفكار والقيم التي يتضمنها النص.

- النص هو نظام رمزي:

تعتقد كريستيفا أن النص هو نظام رمزي، أي أنه يعتمد على الرموز للتعبير عن معناه. والرموز هي نتاج للثقافة، وبالتالي فإن النص يعكس دائمًا الثقافة التي أنتجته.

الحياد المطلق للنص:

وبناءً على هذه النقاط، ترى كريستيفا أن الحياد المطلق للنص في بنيته العامة هو وهم، وأن النص لا يمكن أن يكون محايدًا تمامًا، لأنه يعكس دائمًا السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته.
ويمكن توضيح هذه النقطة من خلال مثال على نص أدبي يتناول موضوعًا اجتماعيًا، مثل: الفقر، أو الظلم، أو التمييز العنصري. فهذا النص من المؤكد أنه سيعكس السياق الاجتماعي والثقافي الذي أنتجته، وذلك من خلال اللغة المستخدمة، والشخصيات والأفعال والأحداث والأماكن والأفكار والقيم التي يتضمنها النص.
وهكذا، فإن السوسيولوجيا النصية عند كريستيفا ترفض فكرة الحياد المطلق للنص في بنيته العامة، وتؤكد على أهمية دراسة العلاقات بين النص والمجتمع، وذلك من أجل فهم النص بشكل أعمق.
--------------------

النص الروائي: مقاربة سيميولوجية لبنية خطابية تحويلية:

يتخطّى زيما السوسيولوجيا النصية التي تقول بالحياد المطلق للنص في بنيته العامة، أي بحياد كاتبه، أو على الأصح الفاعل الذي يكمن وراءه (الجماعة الاجتماعية مثلاً) ليرى أن النص ليس محايداً أبداً، لأنه يسهم في الوضعية السوسيولسانية ويتخذ موقفاً مع أو ضد بعض السوسيولهجات.
وهناك محاولات أخرى في سوسيولوجيا النص الروائي نجدها عند جوليا كريستيفا التي وضعت كتاب (النص الروائي: مقاربة سيميولوجية لبنية خطابية تحويلية) عام 1976 استخدمت فيه تحليلاً سيميولوجياً تحويلياً، بمعنى أنها انطلقت، في تحليل الخطاب الروائي، من تجزيئه إلى وحدات مدلولية رمزية، وتعاملت مع هذه الوحدات كدوال تدخل في علاقة مع بعضها بعضاً، لتكوّن كلية النص، وذلك بواسطة دراسة هذه العلاقة وفق نظرة تحويلية تساعد على فهم تطور النص.

القراءة التتابعية للنص:

ويقضي المنهج التحويلي بعدم النظر إلى النص الروائي كوحدات يمكن قراءتها فقط بطريقة تتابعية، ولكن أيضاً كوحدات تدخل في علاقة مع بضعها بعضاً، بحيث لا يمكن دراسة وحدة إلا في علاقتها مع مجموع النص.
وهذا التناول يقضي أيضاً بعدم الأخذ بالدلالة الواحدة، إذ أن تناول النص في مظهره التوليدي يعطي إمكانيات كثيرة ولا محدودة لتشكل العلاقات البنائية والدلالية فيه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال