إن المعطيات الأولية التي يقدمها عنوان مسرحية "موليير مصر وما يقاسيه" ليعقوب صنوع تجعلنا نفترض، منذ البداية، أننا أمام سيرة ذاتية، ممسرحة على الطريقة المولييرية.
وبقدر ما هي سيرة لمسار مسرحي يعد من رواد المسرح العربي، بقدر ماهي مرآة تعكس صعوبة البدايات التأسيسية لهذا المسرح، مما يزكي الإشارة الأولية التي انطلقنا منها بخصوص تقاطع الميتامسرحي والواقعي في المسرح التأصيلي العربي.
ولعل ما يدعم أكثر هذا الإستنتاج الأولي، هو ما جاء في المقدمة التي صاغها صنوع على شكل خطاب مباشر للقراء يقول فيها: "أهديكم يا سادتي سلامي وتحيتي واحترامي.
وأتمنى لكل افندي وموسيو وسنيور، العز والهناء والسرور، وأرجوكم يا اعز اخواني، من مؤمن واسرائيلي ونصراني، المحشي من حبكم فؤادي، المحبوبين عندي كأولادي، أن تسامحوا كل الغلط اللي تجدوه في دي الرواية، وربي يرزقكم في الملايين بالماية.
فالآن رخصوا لي ان اقص عليكم يا كرام ما قاسيته في انشاء التياترو اللي اسسته منذ أربعين عام، على أيام اسماعيل اللي في ذلك الزمان، كنا عنده، اعز الخلان.
تارة تضحكوا، وتارة تبكوا، وتارة تشكروا، وتارة تشكوا.
من الرواية الآتي شرحها يا حضرة القاري ترسوا على حقيقة التياترو العربي وكيفية أفكاري".
إن هذه المقدمة تربط المسرحية بزمنها، أي زمن الخديوي إسماعيل، كما تشي إلى أنها مرآة تعكس حقيقة المسرح العربي وحقيقة أفكار وتصورات صنوع عن هذا المسرح.
إن موضوعتها المركزية، إذن، هي قضية تأسيس المسرح العربي وما أحاط بها من شروط ذاتية وموضوعية.
التسميات
بنيات ميتامسرحية