اللعب في النظرية النفسية الاجتماعية لاريكسون.. الإحساس بالاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشكّ والإحساس بالمبادرة مقابل الاحساس بالذنب

يعتمد اريكسون في نظريته على نظرية فرويد ولكنه يلقي الضوء على النمو الاجتماعي عند الطفل حيث يقسم مراحل النمو الى ثماني مراحل منذ الولادة وحتى الموت.
أول ثلاث مراحل:

1- الإحساس بالثقة الاساسية مقابل عدم الثقة الأساسية:
حيث تغرس الأم في نفس الطفل في هذه المرحلة الثقة الأساسية وذلك بسبب ما توفره من حاجياته، فالأم هي العنصر المهدئ لشعور الطفل بخيبة الأمل لأنه يعجز عن القيام بقضاء احتياجاته بنفسه. فتقوم الأم بحل هذه المشكلة وتيسيرها، وهذا بدوره يؤدي الى شعور الطفل بالرضى والاطمئنان ويتحرر من الضغط النفسي.
يزداد هذا الشعور بالثقة والاطمئنان مما يزيل التشكك الذي كان مسيطراً على الطفل ليحل محلّه شعور واضح مليء بالثقة والاطمئنان.
أما إذا حُرِم الطفل من حنان أمه في هذه المرحلة ولم يتلقَّ التدريب الأساسي فإن شعوره بالتشكك وعدم الثقة بغيره ونفسه يزداد وينمو مما يزيد من حدّة التوتر النفساني وقد يصبح الطفل منغلقاً على نفسه ولا يثق بأحد كي يبوح له بما يساوره من شك وقلق وتصبح نظرته للحياة مليئة بالتشاؤم والقلق والعداء.

2- الإحساس بالاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشكّ:
تشجّع الأم، بواسطة تصرّقاتها السليمة، طفلها على الاستقلال التدريجي بواسطة تشجيعها الدائم له على القيام ببعض الأعمال بنجاح، لأن هذا النجاح في تنفيذ هذه الأعمال يقوّي عند الطفل الشعور في الثقة بالنفس، الذي غرست بذوره في المرحلة الأولى.
ويمكن الطفل في هذه المرحلة من السيطرة على أنواع مختلفة من النشاطات، مثل زيادة قدرته على الكلام والانتقال والمشي من مكان الى آخر واكتشاف بعض نواحي هذا المحيط الذي يعيش فيه.
إنّ جميع هذه الأمور تزيد من ثقة الطفل بنفسه ولكنه يصطدم في هذه المرحلة بمتطلبات المجتمع لأول مرة، حيث يكتشف الطفل أنه لا يتمكن من أن يمتلك كل شيء أو أن يسيطر على كل شيء.
وهنا يترتب على الأم أن تساعد طفلها على القيام ببعض الأعمال بمفرده، معتمداً على نفسه من جهة وإظهار ضرورة تقيّده بمتطلبات المجتمع والمحافظة على نظمه ونواهبه من الجهة الأخرى. أما إذا بقي الطفل متعلقاً بأمه معتمداً عليها في تنفيذ رغباته ومتطلباته في هذه المرحلة فإن نموه لا يكون ناضجاً وبالتالي لا يكون مؤهلاً للانتقال الى المرحلة التالية.

3- الإحساس بالمبادرة مقابل الاحساس بالذنب:
تركز البحث حتى هذه المرحلة على دور الام في تربية الطفل وتأثير علاقتها وسلوكها في تكوين شخصيته وسلوكه وتصرّفه، أما في هذه المرحلة فإن البحث يدور حول علاقة الطفل بالوالديه – فهذه الفترة تعرف باسم المرحلة القضيبية وهي من سن 3-6 سنوات (بحسب فرويد) أو عقدة اوجيبوس عند الطفل الذكر وعقدة ألكترا عند الأنثى.
فالولد في هذه المرحلة يتعلّق كثيراً بأمّه، أما البنت فتتعلّق بأبيها. إنّ وضعاً كهذا يؤدي الى توتّرٍ نفسيٍّ وشعور متضارب عند الطفل، وهذا يؤدي بالتالي الى الشعور بالذنب والى صراعات نفسية حادة، في هذه المرحلة تولّد عند الطفل شعوراً مزدوجاً من الحب والكراهية.
وهذا الشعور المزدوج يطغى على كل تصرفات الطفل ويعرقل سيرها في كثير من الاحيان. لذا يتحتّم على الوالدين بذل كل ما في وسعهما من أجل تحرير الطفل والطفلة من عقدتَي اوديبوس وألكترا وعليهما مساعدة الطفل على تقبّل وجود الوالدين واعتبارهما عنصراً مساعداً لهما ولا غنىً له عنهما.
ثمّ أنه يترتب على الوالدين وضع الطفل في وضعٍ يلزمه بتنفيذ أوامر الوالدين، ومن جهة أخرى يترتب على الوالدين أن يشجّعا الطفل على أخذ زمام المبادرة والقيام بعدد من الأعمال معتمداً على نفسه ومستعيناً بقليل من التوجيه والإرشاد من قبلهما.
الجملة التي تنطبق على هذه النظرية من الحالة:
- "شذا طفلة خجولة" المرحلة الثانية وهي الإحساس بالاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشك فيبدو أن شذا لم تتلقَّ التدريب الأساسي من خلال المرحلة الاولى في حياتها بالأخصّ إذا حُرِمت من حنان أمها مما أدى الى شعورها بالتشكك وعدم الثقة بغيرها وبنفسها.
لذلك لم تكن مهيّأة للمرحلة الثالثة، لأن تصرفاتها لا تعكس تصرفات طفلة في سن الخامسة من عمرها بل أقلّ ممن ذلك.
- كانت شذا تنظر للحاضنة أثناء قولها هذا للدمية، وعندما لاحظت أن الحاضنة تنظر اليها تركت الدمية في مكانها وابتعدت عنها".
هذه الجملة تنطبق على المرحلة الثالثة من النظرية، فبما أن شذا في هذه المرحلة من عمرها لديها شعور مزدوج من الحب والكراهية (عقدة اوديبوس)، ولم تتلقّ الدعم الكافي، حسب اعتقادي، لتحريرها من هذه العقدة، فهي بالتالي تواجدت في بيئة غير داعمة، ووجود الحاضنة في موقع المراقب لها أشعرها بالذنب، نتيجة لتصرّفها على هذا النحو مع الدمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال