الأساليب البنيوية في التحليل.. تحديد موضوع البحث اللساني بجعله يتعدّى الجملة إلى الخطاب وتقديمه كمتتالية من مركبات اسمية وفعلية ذات علاقات معينة

تعددت الأساليب البنيوية في التحليل: فجعل بعضهم (الجملة) منطق التحليل، فقال بلومفيلد (الجملة هي أكبر وحدة قابلة للوصف النحوي) وهي تتضمن وحدات صغرى هي (المورفيمات).
لكن آخرين اعتبروا (الخطاب) ككل هو مجال التحليل.

ويعتبر هاريس أول لساني حاول تحديد موضوع البحث اللساني بجعله يتعدّى الجملة إلى الخطاب.

وباعتباره توزيعياً فإنه سعى إلى تحليل الخطاب بنفس التصور والأدوات التي يحلل بها الجملة، وعرّف الخطاب بأنه (ملفوظ طويل، أو متتالية من الجمل تكوّن مجموعة منغلقة يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر بواسطة المنهجية التوزيعية، وبشكل يجعلنا نظل في مجال لساني محض).

إن تفكيك كل جملة إلى بنياتها الأولية يصبح بلا أهمية في تحليل الخطاب، لأنه بدل العمل على إبراز البنية الخاصة لجمل نص ما في تسلسلها، يقف التحليل عند حدّ تقديمه الخطاب كمتتالية من مركبات اسمية وفعلية ذات علاقات معينة، مما جعل ناقداً فرنسياً كـ (بنفنست) يلجأ إلى تعريف الخطاب من منظور مختلف، إذ رأى أن (الجملة) هي أصغر وحدة في الخطاب، وأن (الخطاب) (ملفوظ منظور إليه من وجهة آليات وعمليات اشتغاله في التواصل).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال