البعد التأويلي في شعرية الميتامسرح.. الاختيارات التي يقوم بها مؤلف ما ضمن الإمكانات الأدبية المتاحة في الظاهرة

هناك مساران في الشعرية: أحدهما عام، ويتعلق ببناء نظرية عامة محايثة، والثاني خاص ويرتبط بالاختيار الذي يقوم به مؤلف ما ضمن الامكانات التي تتيحها النظرية.

وهما مساران متكاملان لا سيما وأن تحديد القوانين أو المبادئ العامة لظاهرة أدبية ينبغي أن يتم من داخل العمل الأدبي نفسه.

ولعل هذا ما يؤكده احد أقطاب الشعرية البنيوية وهو تزفيطان تودوروف حين ركز على حاجة الشعرية إلى التأويل قائلا: "إن تفكيرا نظريا حول الشعرية غير مطعم بملاحظات حول الأعمال الموجودة يبقى عقيما وغير إجرائي".

إن هذا التوجه المزدوج للشعرية مهم جدا بالنسبة للسياق المسرحي الذي نتحدث فيه، لاسيما وأن كلمة "شعرية" لم تعد مرتبطة بقاموس النقاد والمنظرين وحسب، بل أصبحت لها صلة وطيدة حتى بالمؤلفين.

كما يشير إلى ذلك جان بيير سارازاك Jean Pierre Sarrazac الذي يرى أن "هذه (الشعرية) يؤسسها المسرحيون تجريبيا من خلال تنوع أعمالهم، ويعمل علماء جمال المسرح على إعطائها معنى عاما وصياغة نظريـة".

 إن البعد التأويلي في هذه الشعرية يرتبط، إذن، بالاختيارات التي يقوم بها مؤلف ما ضمن الإمكانات الأدبية المتاحة في الظاهرة؛ وهي الاختيارات التي ترتهن بدورها برؤية هذا المؤلف إلى العالم المحيط به والعصر الذي يعيش تفاعلاته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال