تحليل قصيدة من وحي المنفى لأحمد شوقي.. من شعر الغربة وشعر المنفى

تحليل قصيدة من وحي المنفى لأحمد شوقي:

تمهيد:

ماذا تعرف عن شعر الغربة وشعر المنفى؟

التعريف بصاحب النص:

أحمد شوقي بك هو شاعر مصري من مواليد القاهرة عام 1868 لاب كردي و أم تركية وكانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" وأنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره، فالتحق بمدرسة الحقوق، ثم بمدرسة الترجمة ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق.
لقب بأمير الشعراء في سنة 1927 و توفي في 23 أكتوبر 1932، خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما، وهو أول شاعر يصنف في المسرح الشعري.
من آثاره: ديوان "الشوقيات" الشعري - من أربعة اجزاء. مسرحية "مصرع كليوبترا"، مسرحية "مجنون ليلى"، مسرحية "قمبيز"، مسرحية "علي بك الكبير"، مسرحية "عنترة"، ملهاة "الست هدى"، رواية "عذراء الهند".

تقديم النص ثم قراءته:

قراءة نموذجية ثم قراءات فردية.

إثراء الرصيد اللغوي:

في معاني الألفاظ: ما معنى الطلح ؟ وما هو الشجن؟ هل تجد كلمة صعبة تسأل عن معناها؟
 في الحقل المعجمي: ابحث عن المفردات التي تعبر عن الغربة في النص؟
في الحقل الدلالي: ابحث عن معاني (آسى) في القاموس وبين مختلف استعمالاتها؟ 
آسَى - [أ س ي، أ س و]. (ف: ربا. لازمتع. م. بحرف). آسَيْتُ، أُؤَاسِي، آس، مص. مُؤَاسَاةٌ. 1."آسَيْتُهُ فِي مُصَابِهِ" : عَزَّيتُهُ وَسَلَّيْتُهُ.   "جَاءَ يُؤَاسِينِي". 2."آسَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ": سَوَّى بَيْنَهُمَا. 3."آسَى شريكَهُ بِمَالِهِ": أَنَالَهُ مِنْهُ. "‏إِنَّ أَخَاكَ مَنْ آسَاكَ" (مثل).

اكتشاف معطيات النص:  

يفتتح الشاعر القصيدة بنداء التفجع والمأساة فهو يطلق نداءه مسترسلا بلا حدود معبرا عن آهاته وموجها خطابه لمن يشاركه مصيبة الفراق، حيث أننا نشترك في مصائب البعد والفراق، أنحزن على واديك الذي فارقته، بل نحزن على وادي النيل، ولن تروي لنا إلا أن يدا غريبة مؤلمة أصابت جناحك وهنا يشر إلى الأسر والقيد والنفي الذي تعرض له الأمير، وما حصل لك كان أليما على ساكني الشرق، وهذا الفراق الذي رمى بنا في أوساط شجر غريب علينا لم نألفه في جلسات السمر فأصبحنا ملازمين لهذا الشجر ونجلس تحت ظله، وإذا كنت أنت من مكان وأنا من مكان آخر إلا أن المصائب كعادتها تجمع مصابيها.

ويعود شاعرنا مستدركا واضعا بلاده مصر نصب عينه حيث أن إغفال بلده عهنه كان لمحبة فهو دائم التذكر لها لا يشغله شيئا عنها، فهي عين تسقيه بالذكريات الطيبة كرائحة الكافور.
يخص الشاعر البرق بالنداء ذلك الذي ينقل له الأخبار عن وطنه فهو سريع وجدير بهذه المهمة يخفف عنه لوعة الفراق والحزن، هذا البرق يشارك الشاعر بما يسيله من السحاب من قطرات لم تلبث إلا أن تتحول دما، فكأن البرق لهيب أخبره بما يحدث في وطنه، كل هذا جعل دموع الشاعر وساكني مصر تنهمر بغزارة تروي الأرض، فهو يرتكب جرما حتى يبعد عن وطنه والليل شاهد على ذلك بما يلفه من ظلام ساتر، في هذا الليل لا يعرف الشاعر الراحة فهو دائم التفكير في وطنه.

مناقشة معطيات النص:

  • استهل الشاعر نصه بأسلوب النداء وغرضه إظهار الفجيعة والمأساة مستعملا صيغة اسم الفاعل(نائحا) ولم تأت على الماضي لدلالة اتصاف المخاطب باستمرارية النواح.
  • في الشطر الثاني من البيت الأول لم يذكر أداة الاستفهام وهذا ناتج عن الاهتمام بالآتي وهو الحزن.
  • أما الاستفهام في البيت الثاني فق أراد به النفي بمعنى لن تقص علينا.
  • من الصور البيانية في النص تشبيه البين بالإنسان وهذا من قبيل الاستعارة المكنية و تشبيه الأيك بالسامر وهذا من قبيل الاستعارة المكنية. وفي قوله (ظلا غير نادين) كناية عن غرابة المكان. وفي قوله مصر عين (تشبيه بليغ).
  • و في البيت الثامن يسقط الشاعر غربة موسى عن أمه وتعرضه للنفي ثم عوده إلى حضن أمه، بغربته عن حضن وطنه ثم بحول الله تكون عودته على سبيل التشبيه التمثيلي. 
  • انتهاء القصيدة بالألف الممدودة يشير إلى البعد والفراق وهذا ما قصده الشاعر ولا ننسى معارضته لنونية ابن زيدون التي انتهت بنفس الحرف...
  • البيت التاسع فيه تضمين لبيت من نونية ابن زيدون وهو:
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به + من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينـا

تحديد بناء النص:

يصف الشاعر في هذه الأبيات حالته النفسية، وبعده عن أرض الوطن ويظهر ذلك من خلال كثرة التشابيه، وقد كان وصفه داخيلا ذاتيا، ويفسر ذلك كثرة أسماء الذات مثل: حواشينا، مآقينا.. وأفعال الجوارح مثل: نشجى، نأسى.
ورغم مظهر النص الوصفي إلا أن هناك أنماط أخرى تخللت النص ومنها النمط السردي الذي يظهر في استرجاع الشاعر لذكرياته بمص ومن ثم سردها، والنمط الأمري الذي يظهر من خلال استعمال الجمل الطلبية كما هو في البيت الأول والحادي عشر، والبيت السادس عشر.

تفحص الاتساق والانسجام:

استهل الشاعر القصيدة بحرف لنداء البعيد وهو بمثابة مقطع صوتي مفتوح يرسل الشاعر من خلاله صيحة ممتدة بامتداد هذا الحرف لتكشف لنا عما وراءه من قلبٍ أثقلته وطأة البعد والغربة وذلك على مدار الأبيات الأربعة الأولى.
ثم ومن أجل التحول إلى صلب ما يؤرقه استعمل أداة الاستدراك لكن، ليؤكد بها أن كل الذي أصابه من عاطفة ووجد لأهله لا يساوي شيئا أمام ذكرياته الجميلة بمصر.

 مجمل القول:

  • عن أي شيء عبر الشاعر من خلال ما سبق؟
  • هل ترى أن حالة المنفى كانت سببا في ما تأجج من عواطفه؟
  • هل تجد الشاعر مقلدا في تعابيره وأساليبه أم مجددا؟
  • لخص ما تقول؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال