أزمة اللغة العربية في مجتمع المعلومات.. قلة القراء العرب بالنسبة لعدد الناطقين باللغة العربية وعدم اتفاق مجامع اللغة العربية فيما تصدره من مفردات

لاشك بأن اللغة العربية في أزمة، فالقرّاء العرب قلة بالنسبة لعدد الناطقين باللغة العربية.

فحسب تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2002، يترجم إلى اللغة العربية حوالي 330 كتاباً سنوياً، وهذا يشكل حوالي 20% من عدد الكتب التي تترجم سنوياً إلى اليونانية، وما ترجم من كتب في عصر المأمون، حتى يومنا هذا لايزيد على (100000) كتاب.

ويقارب هذا الرقم ماتترجمه إسبانيا في عام واحد، وهذا ما يؤثر على تطوّر اللغة العربية وإغنائها، وتوسّع آفاقها ومحتواها، لابل قد يسبّب في تقوقعها، وانحسار استخدامها في مجالات عدّة.

أما المعرفة العالمية فتتضخم بسرعة مذهلة، والمصطلحات الانكليزية الجديدة تظهر يومياً بأعداد متزايدة، ولا تستطيع اللغة العربية مجاراتها لأسباب عديدة منها: عدد القرّاء العرب المنخفض، لايسوّغ الترجمة إلى العربية أو التأليف بها، ومجامع اللغة العربية لاتتوافق دائماً فيما تصدره من مفردات، ومصطلحات جديدة.

فعلى سبيل المثال لايوجد حتى اليوم اتفاق على ترجمة كلمة computer، وذلك بعد مضي نصف قرن على ظهورها في الانكليزية، وحوالي أربعين سنة على اعتماد كلمة (ordinateur) في الفرنسية، فهل نسمي هذه الآلة حاسوب أم حاسب أم حاسبة أم رتابة أم كمبيوتر؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال