البعض يعارض من منطلق أن هذه الفوائض من الأوْلى استغلالها محلياً؛ متناسياً أن هنالك مبالغ ضخمة يتم استثمارها محلياً ليست جزءاً من الثلاثة تريليونات التي نتحدث عنها.
فصندوق الاستثمارات العامة لديه رأس مال لا يقل عن نصف تريليون ريال، وكذلك الأمر بالنسبة لصناديق التقاعد، والتأمينات الاجتماعية، والصناديق المتخصصة الأخرى؛ عدا ما تُخَصّصه الميزانية كل عام من بلايين للمشروعات الرأسمالية داخل المملكة.
ما نتحدث عنه هنا هو الفائض عن كل هذه الاستثمارات المحلية، ولا يمنع البتة أن يقوم الصندوق السيادي -إذا تم إنشاؤه- بالاستثمار أيضاً في السوق المحلية.
وباختصار فإن إنشاء صندوق سيادي مستقل عن وزارة المالية ومؤسسة النقد ومرتبط برئيس المجلس الاقتصادي الأعلى ويتمتع بشفافية وكفاءات إدارية متميزة، هو ضرورة ملحة.
فعصر الفوائض الذهبي الذي نعيشه حالياً لن يستمر إلى ما لا نهاية، ولا بد أن نترك للأجيال القادمة ما يمكّنهم من تحقيق مستوى معيشة مرضٍ بإذن الله.
ولنا في سورة نبينا يوسف من العبر الكثير في هذا المجال، وهي أول درس في الادخار في السنوات السمان لاستغلالها في السنوات العجاف.. حمى الله بلدنا من كل مكروه.
التسميات
اقتصاد