ما حدث أنه نتيجة للطفرة التقنية في كيفية حفر الصخور، إضافة إلى تقنية ما يسمى بـ "الحفر الأفقي" (HORIZENTAL DRILLING)؛ فقد أصبح بالإمكان ظهور هذا النوع من الإنتاج وبمعدلات متسارعة حوّلت حلم الولايات المتحدة بتحقيق ما يُعرف بـ"استقلالية الطاقة" إلى حقيقة قادمة في منتصف العقد المقبل على أكثر تقدير.
الولايات المتحدة الأمريكية تُنتج منه حالياً في حدود 3.5 مليون برميل يومياً، وسيزيد إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية العام، و6 ملايين برميل يومياً بنهاية العقد.
وإذا ما بدأت الدول الأخرى التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط الصخري في استكشافه وإنتاجه؛ فإن طفرة هذا النوع من النفط ستتفاقم، وستكون على حساب إنتاج النفط التقليدي؛ ما لم تتسع الأسواق بزيادة طلبها بنفس الكمية، وهذا الأمر الذي لم يحدث إلى الآن على الأقل.
أيضاً ثبت خطأ اعتقادنا أن انخفاض أسعار النفط إلى حدود ثمانين دولاراً، سيعمل على إخراج النفط الصخري من السوق.
فالإنتاج الحالي من النفط الصخري لن تخرجه الأسعار المنخفضة حتى ولو بلغت مستويات أقل من 60 دولاراً للبرميل.
وفي تقرير للجنة الاقتصادية لمنظمة "الأوبك"، أوضح أن تكلفة معظم النفط الصخري لا تزيد على 53 دولاراً للبرميل؛ مما قد يؤثر على القادم من إنتاج النفط الصخري وبالذات من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن لن نستغرب فعالية وسرعة التطور التقني في إحداث مزيد من التخفيض في تكاليف الإنتاج؛ وبالتالي لا يجب على الدول المنتجة للنفط التقليدي الاعتماد على أرقام التكلفة غير الواقعية؛ حتى لا نكرر ما اعتقدنا خطأ في ثمانينيات القرن الماضي، بخروج نفط بحر الشمال إذا ما هبطت أسعار النفط عن 20 دولاراً للبرميل، وهو الأمر الذي لم يحدث على الرغم من انخفاض الأسعار إلى أقل من 10 دولارات للبرميل في عام 1986.
التسميات
اقتصاد