يمكن القول بأن بقاء أسعار النفط مرتفعة فوق مستوى المائة دولار للبرميل، لما يزيد على أربع سنوات مضت، مع اعتقاد الكثيرين أن "أوبك" ستدافع عن هذا المستوى السعري لفترات طويلة، لم يؤدِ فقط إلى إحداث ضعف في معدلات نمو الطلب العالمي على النفط؛ بل أدى أيضاً إلى تسارع الإنتاج من النفط التقليدي من مختلف المناطق بما فيها المغمورة في أعماق البحار والمحيطات.
وتزامن ذلك مع التطورات التقنية المتلاحقة التي فتحت الأبواب على مصراعيها لثورة إنتاج النفط والغاز الصخرييْن.
وتمكّنت الولايات المتحدة بسبب هذه التقنيات، من إحداث طفرة كبيرة في إنتاجها من النفط الصخري متزامنة مع أسعار مرتفعة للنفط تغطي أية تكاليف إنتاج أولية مرتفعة؛ لذا فقد بدأ العالم يعيش في وفرة من النفط المستخرج سواء التقليدي أو الصخري.
وبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري أكثر من 3.5 مليون برميل في اليوم، وسيصل إلى أكثر من 4 ملايين برميل يومياً مع بداية العام القادم 2015، و6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020.
هذه التغيرات الهيكلية التي طالت كلاً من جانب العرض من النفط والطلب عليه، أدت إلى وجود فائض كبير في المعروض النفطي في الأسواق؛ الأمر الذي أحدث ضغوطاً متزايدة على الأسعار نحو الانخفاض؛ لذا نرى -وكما ذكرت- تدهور الأسعار خلال فترة قصيرة من مستويات 115 دولاراً للبرميل إلى حدود 80 دولاراً للبرميل.
وباختصار؛ فإن ما نشهده حالياً في سوق النفط العالمية هو بداية لدورة اقتصادية جديدة لسلعة النفط، تتسم بانخفاض الأسعار لسنوات قادمة حتى مع محاولات "الأوبك" إجراء تخفيضات متتابعة في الإنتاج، وقد يكون سعر مائة دولار وأكثر للبرميل شيئاً من الماضي.
التسميات
اقتصاد