الشاه عباس الأول الكبير الصفوي.. استيلاء الأوزبك على مدينة هرات والانصياع لمطالب الأتراك العثمانيين واندلاع الثورات وازدياد هجمات الأوزبك

ولد “ الشاه عباس “ في اول رمضان سنة 978 (1570م) في هرات وعندما جلس في قزوين على سدة العرش بدلا من ابيه لم يكن بعد قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره.

ولم يكد  يتولى “الشاه عباس“ مقاليد الحكم حتى هاجم عبد الله خان الثاني خان الاوزبك مدينة هرات، وبعد حصار دام ستة اشهر استطاع السيطرة على المدينة وقتل حاكم الصفويين وهو من امراء القزلباشية.

وفي خضم هذه الاحداث اضطر “الشاه عباس“ الى الانصياع لمطالب الاتراك العثمانيين فوافق على ضوء معاهدة سلام عقدها الصفويون مع العثمانيين على اعطاء مدن مثل تبريز، شيروان، جورجيا، لورستان من الممكن اعتبار هذه المعاهدة مخزية للصفويين.

الا أن “الشاه عباس“ الذي كان يمثله ابن اخته في المفاوضات وافق على مطاليب العثمانيين لتردي الاوضاع في كافة اراضي الدولة الصفوية اذ ان الاوزبك كانوا قد سيطروا على أراضي شاسعة من خراسان واندلعت الثورات هنا وهناك.

وقد زاد الطين بلة وقوع مدينة مشهد بيد الاوزبك وقد امر القائد الاوزبكي عبد المؤمن خان وهو ابن السلطان الاوزبكي عبد الله بإعمال  السيف في المدينة ومن ثم السيطرة على الاشياء الثمينة الموجودة في مرقد الامام الرضا.

وقد استمر هذا القائد بالتقدم فاستطاع السيطرة على مدن نيشابور ودامغان وعين حكاما عليها ولكن بعدما سمع تحرك “ الشاه عباس “ تجاهه ترك هذه المواضع من ضمنها مدينة مشهد وقفل راجعا الى بلاده.

وقد جرت هذه الاحداث و”الشاه عباس“ مستغرق في فترة نقاهة بعد تمرضه الا انه وبعد شفائه اخمد ثورة جيلان (كيلان) وجرجان (كركان) ويزد وبعد ذلك اختار الاستراحة في اصفهان بينما كانت هجمات الأوزبك لا زالت مستمرة على مدن خراسان.

ولكن بعدما بلغ السيل الزبى أرسل أهالي مدن خراسان ممثلين عنهم للشاه عباس يشرحون له مدى وخامة الوضع وكيف قد ضاقوا ذرعا بهجمات الاوزبك، ففي عام 1005 للهجرة تحرك “ الشاه عباس “ نحو مشهد.

ومن ثم توجه تلقاء هرات فدخلها بعد ستة ايام من الحصار واستطاع  الحاق  الهزيمة بابن اخت عبد الله خان الاوزبك.

ولقد توقفت حملات الاوزبك بعد هذه الهزيمة ولمدة طويلة نظرا لانشغالهم بسبب وفاة عبد الله خان سلطان الاوزبك والحوادث التي اعقبت وفاة الاب إذ تولى عبد المؤمن خان حكم الأوزبك ولكن لم يكن قد مضى على حكمه حتى اغتاله امراء الاوزبك.