لمحة تاريخية عن مصطلح الأسلوبية.. الطريقة الخاصة في النظم والسمة المميزة لكلام عن كلام آخر

لقد عرف مصطلح الأسلوب قديما عند العرب كما عرف عند غيرهم  وهو في المعجم العربي يعني: السطر من النخيل وكل طريق ممتد، والأسلوب هو الطريق والمذهب، والجمع أساليب.

وقد استخدم علماء العربية هذا اللفظ في دلالات اصطلاحية متعددة, فقد ذكر ابن قتيبة مصطلح الأسلوب في قوله: "إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب".

كما ذكره الخطابي في معرض حديثه عن إعجاز القرآن "وهنا نوع من الموازنة وهو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكلام وواد من أوديته ويقول الباقلاني في حديثه عن الإعجاز أيضا: "وقد بينا في الجملة مباينة أسلوب نظم القرآن جميع الأساليب ومزيته عليها في النظم والترتيب".

والذي يظهر من سياق كلامهم أنهم لا يستخدمون مصطلح الأسلوب بالمعنى المستخدم الآن وإنما يعنون به الطريقة الخاصة في النظم والسمة المميزة لكلام عن كلام آخر وهذا يفيدنا أن أصل اللفظ وشيء من المعنى كان موجودا عند علمائنا الأوائل قديما.

وقد تطرق عبد القاهر الجرجاني للأسلوب فقال في تعريفه: هو"الضرب من النظم والطريق فيه"  كما تعرض له الحازم القرطاجني وابن خلدون وهذا كله مما يؤكد وجود أصل هذا المصطلح قديما.

أما عن الأسلوب عند الأوروبيين قديما فقد كان من عهد أرسطو ومن بعده وكانت تستخدم أصلا للقلم والريشة ثم استخدمت لفن النحت العمارة ثم دخلت في مجال الدراسات الأدبية، حيث صارت تعني أي طريق خاص لاستعمال اللغة بحيث تكون هذه الطريقة صفة مميزة للكاتب أو الخطيب.

أما عن الأسلوب في العصر الحديث فإنه يعرّف بعدة تعريفات نظرا لتعدد الاعتبارات وهي على النحو الآتي:

1- باعتبار المرسل أو المخاطِب:
هو التعبير الكاشف لنمط التفكير عند صاحبه ولذلك قالوا الأسلوب هو الرجل.

2- باعتبار المتلقي والمخاطب:
هو سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي أيا كان هذا الأثر.

3- باعتبار الخطاب:
هو مجموعة الظواهر اللغوية المختارة الموظفة المشكلة عدولا، وما يتصل به من إيحاءات ودلالات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال