ما هو أسلوب النهي؟ وما هي معاني أدواته؟.. طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل على سبيل الاستعلاء

تعريفُ النهي:

النهي هو طلبُ المتكلِّمِ من المخاطبِ الكفَّ عن الفعلِ، على سبيلِ الاستعلاءِ.

أدوات النهي:

وتكون أدواتُه بصيغتين هي:

1- صيغةِ المضارعِ المدخولِ عليها بلا الناهيةِ:

كقوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [البقرة/188].

2- الجملةِ الدالةِ على ذلك:

كقولكَ: (حرامٌ أن تفعلَ كذا) أو بلفظ نهَى .نحو قول عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ - رضى اللهُ عنه -: إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِى يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِى شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ «إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِى» (أخرجه أبو داود).
ونحو قول أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) عَنْ صَلاَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. (أخرجه البخاري).
 وقد يردُ بلفظ اللعنِ  نحو قوله  صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا" (أخرجه البخاري).

المعاني التي تخرج إليها صيغ النهي:

وقد يُستفادُ من النهيِ معانٍ أخرَ مجازاً بالقرينة، على ما يلي:

- الدعاءُ:

كقوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة/286].

- الالتماسُ:

كقولك لأخيكَ: (لا تفعلْ خلافَ رضايَ).

- الإرشادُ:

كقوله تعالى: (لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) المائدة: 101.

- الدوامُ:

كقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم/42].

- بيانُ العاقبةِ:

كقوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) سورة آل عمران.

- التيئيسُ:

كقوله تعالى عن المنافقين: (لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة/66].

- التمنّي:

كقول الشاعرِ:
طلعنا ندلّي الضحى ذاتَ يومٍ
ونهتفُ: يا شمسُ لا تغربي

- التهديدُ:

كقولك لولدك مهدداً: (لا تذهبْ إلى مجالسِ البطالينَ).

- الكراهةُ:

نحو: (لا تشْتمَّ الريحان َفي يومِ الصومِ).

- التوبيخُ:

كقول أبي الأسود الدؤلي:
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

- الإيناسُ:

كقوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا.} (40) سورة التوبة.

- التحقيرُ:

كقول الحطيئة  يهجو الزبرقان بن بدر:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها
واقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الكاسي

- الاعتبارُ:

نحو قوله  صلى الله عليه وسلم - لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ». ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ، وَهْوَ عَلَى الرَّحْلِ» (أخرجه البخاري).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال