مفهوم الحركة أو النشاط الحركي العملياتي في النظرية التكوينية.. تمكين المتعلم من أن يمارس تأثيرات على موضوع التعلم قبل أن ينتقل إلى المراحل المختلفة من المفهمة

الحركة العملياتية
l’action opératoire
من المفاهيم المركزية التي اعتمدتها النظرية التكوينية.

فالحركة، عند بياجي، هي كالعملة  تتضمن وجهان متكاملان: حركة فعلية يقوم بها الفرد بواسطة حواسه أو أعضائه كتحريك الأشياء أو تقسيمها أو تجزيئها أو ضم بعضها إلى بعض  أو فصلها.. وحركة مكملة يقوم الفرد على مستوى التفكير أو الدهن  كالتقسيم أيضا و الضم و الجمع و الفصل والوصل..

مفهوم غني جدا، لأنه يوضح أن ما نقوم به عمليا، يمكن أن يجرد  و نقوم به ذهنيا.
وهذا بالضبط هو ما يمنح الفرد إمكانية بناء المعرفة  construction de la connaissance، اعتمادا على طرفي النشاط  الحركي: العمل والذهن بواسطة الأنشطة الحركية الفعلية يستطيع الفرد في محاولته لمعرفة الأشياء، أي تكوين معارف أو مفاهيم حولها، أن يمارس عدة تأثيرات وتحويلات على هذه الأشياء ليمر بعد ذلك إلى مرحلة  معاينة و تنسيق ما حدث من تغيرات قصد تجريدها ذهنيا و بالتالي تشكيل صيغ معرفية حولها.

لم يكن من الصعب أن ينتقل هذا المفهوم من حقل السيكولوجيا  التكوينية إلى الحقل الديداكتيكي، حيث أصبح الحديث يدور حول التعلم العملياتي L’apprentissage opératoire الذي يقتضي تمكين المتعلم من أن يمارس تأثيرات على موضوع التعلم قبل أن ينتقل إلى المراحل  المختلفة من المفهمة conceptualisation و التجريد.
وذلك حتى يتمكن  بالفعل من بناء المعارف المدرسية المتنوعة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال