تاريخ أوروبا.. من الثورة الفرنسية إلى الثورة الصناعية. بث أفكار الديمقراطية وكيفية تطبيقها والمناداة بالحرية والمساواة الفردية

لأوروبا تاريخٌ طويلٌ حافلٌ بالأحداث والتغيّرات الاجتماعية والثقافية والصراعات طويلة الأمد.

ويُقدرالعصر الباليوليثي الذي اكتشفت بعض آثاره في مناطق في شبه الجزيرة الإيطالية، بأن تاريخ هذه القارة يعود لحوالي 800 ألف سنة خلت والتي تعتبر أول فترة في تاريخ تلك القارة العريقة.

تُنسب الحضارةُ الأوروبية الحديثة والتقدمُ الثقافي لبعض أجزاء تلك القارة، لقدامى اليونان بشكل رئيسي، كما أن للمسيحية تأثيراً كبيراً أيضا.

ومن المعلوم أن الإمبراطورية الرومانية قامت على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، وكان سقوطها في القرن الخامس الميلادي فاتحةَ لكثير من التغيرات في القارة، وكان من أبرزها ما حدث إبّان عصر الهجرات حيث عانت أوروبا كثيراً من المعيشة الصعبة في هذه العصور المظلمة.

وبعد دخول عصر النهضة الأوروبي وفترة الممالك الجديدة بدأت عصور الاستكشاف وازداد الاهتمام بالعلوم الإنسانية والتطبيقية.

وكانت البرتغال أول من بدأ بالاستكشاف في القرن الخامس عشر الميلادي، وتبعتها بعد ذاك إسبانيا، ثم جاءت بعدهما فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وقامت كل من هذه الدول بالاستيلاء واستعمار العديد من أراضي قارات آسيا وأفريقيا والأمريكيتين.

وكان شغل أوروبا الشاغل بعد عصر الاستكشاف هو بث أفكار الديمقراطية وكيفية تطبيقها. حيث بدأت الشعوب الأوروبية بالمناداة بالحرية والمساواة الفردية، وكان أبرز حدث توّج تلك الأفكار والتوجهات هو الثورة الفرنسية التي أدت لشيوع وانتشار أفكار الثورة على الإقطاعيين أو رجال الدين في مختلف مناطق القارة.

ثم أدى نشوء القوميات -بمعناها الحديث- إلى تعزيز الصراع الدائر بين القوى العظمى في أوروبا على دول العالم الحديث.

وظهر أشهر تلك الصراعات عند استلام نابليون بونابرت السلطة في فرنسا، وهوالذي أنشأ ما عرف باسم الإمبراطورية الفرنسية التي سرعان ما انهارت.

وبعد سقوط نابليون هدأت القارة الأوروبية نسبياً، وبدأ في تلك الفترة انهيار الممالك ونظم الحكم القديمة.

بدأت الثورة الصناعية في المملكة المتحدة في القرن الثامن عشر الميلادي، والتي قادت الاقتصاد الأوروبي للتحوّل تدريجياً من الاعتماد على الزراعة فقط.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الحرب الباردة كانت أوروبا مقسمة إلى قسمين سياسيين اقتصاديين رئيسيين اثنين: الشيوعيون في أوروبا الشرقية والرأسماليون في غرب القارة وأجزائها الجنوبية. وبسقوط سور برلين وإعادة توحيد ألمانيا قُضِيَ على ما كان يُسمى المعسكر الشرقي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال