"كردستان": اسم يحمل ذاكرةَ حضارةٍ، رحلة عبر العصورِ لكشفِ أصلِ التسميةِ

أصل تسمية كردستان: رحلة عبر الزمن والتاريخ

فعلاً، إنّ لفظة "كردستان" تحمل في طيّاتها حكاية حضارية عريقة، تُشير إلى أرض غنية بتاريخها وشعبها. ولتعقب أصل هذه التسمية، علينا الغوص في أعماق التاريخ، واستكشاف ماضي هذه المنطقة العريقة.

من "كوتيام" إلى "كوردستان":

تشير العديد من المصادر التاريخية إلى وجود تسميات قديمة لمنطقة كردستان، مثل:
  • كوتيام: وردت في المدونات السومرية قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، وتُشير إلى أرض الكوتيين، أجداد الشعب الكردي القدماء.
  • كوردنياش: عُثر على رقيم طيني يعود للغة السومرية مكتوب عليه "كوردنياش" أو "كوردستان"، حيث تعني "ياش" أرضًا باللغة السومرية.

ظهور "كردستان" كمصطلح جغرافي:

  • يُرجّح بعض المؤرخين أنّ مصطلح "كردستان" قد ظهر لأول مرة كمصطلح جغرافي في القرن الثاني عشر الميلادي، خلال عهد السلاجقة.
  • يُقال أنّ السلطان السلجوقي "سنجار" هو من أطلق هذا الاسم على منطقة تمّ فصلها من إقليم الجبال، وجعلها ولاية تحت حكم قريبه "سليمان شاه".

توثيق "كردستان" عبر العصور:

  • شهدت "كردستان" ذكرًا لها في العديد من المؤلفات التاريخية عبر العصور، مثل:
  • كتاب "مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع" لصفي الدين البغدادي (700 هـ / 1300 م).
  • كتاب "جامع التواريخ" لرشيد الدين فضل الله الهمداني (1310 م) الذي يذكر اسم "كردستان" عند حديثه عن توجه هولاكو إلى همدان.
  • كتاب "نزهة القلوب" لحمد الله المستوفي القزويني، حيث يُذكر أنّ بعض المؤرخين ينسبون إليه أول ذكر لاسم "كردستان".

تمدد حدود "كردستان":

  • لم تقتصر "كردستان" على حدود جغرافية ثابتة، بل امتدت عبر القرون مع تنقلات الشعب الكردي.
  • شملت حدودها مناطق شمالًا خلف نهر أراراس، وغربًا حتى سivas وارضروم ومرعش، وشرقًا خلف مدينة كرمنشاه، وصولًا إلى سهل بلاد ما بين النهرين.

خلاصة:

  • إنّ تسمية "كردستان" لم تكن اكتشافًا حديثًا، بل هي نتاج تاريخ عريق وحضارة عريقة.
  • وتُعدّ "كردستان" موطنًا للشعب الكردي، وشاهدة على إرثه الحضاري والثقافي الغني، الذي يمتد عبر آلاف السنين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال