الإشكالات الموضحة للعلاقة بين الابستمولوجيا وديداكتيك العلوم.. منهجيات بناء المعارف المدرسية سواء تعلق الأمر بسيرورة التعلم أو بأساليب واستراتيجيات التعليم

بإمكاننا أن نوضح العلاقة بين الابستمولوجيا وديداكتيك العلوم من خلال الإشكالات التالية: 

بخصوص المنهجية العامة للبحث العلمي كما تجلت أساسا في  العلوم الفيزيائية يمكن للباحث الديداكتيكي حين تتبع تلك المنهجية  في تجلياتها ومراحلها المتعاقبة أن يتساءل ديداكتيكيا:

1- عن أهم المنهجيات وأكثرها فعالية على مستوى بناء المعارف  المدرسية سواء تعلق الأمر بسيرورة التعلم أو بأساليب واستراتيجيات التعليم.

2- إذا كانت الوقائع لا تأخذ مدلولاتها إلا في سياق منظومات أو أنساق نظرية، فالسؤال الديداكتيكي الذي يمكن أن يطرح، سيدور حول: الكيفية المثلى لتقديم بعض الوقائع العلمية للمتعلم: هل ينبغي إبراز  المدلولات التي اكتبستها تلك الوقائع عبر انتقالها تاريخيا من نسق نظري إلى آخر، أم ينبغي أن يقتصر الأمر على مجرد تقديم المدلول الذي اكتسبته تلك الوقائع في سياق التصور النظري المعاصر؟.

3- يبين تاريخ المعرفة أن المفاهيم العلمية قد خضعت في بنائها إلى تعديلات و تصحيحات نوعية، كانت، في كل مرة تستبعد الأخطاء والهفوات العالقة، فالمطروح على مستوى البحث الديداكتيكي أن نتساءل على سبيل المثال:
- هل من الضروري أن نستعرض على المتعلم، ونحن نقدم له مفهوما علميا ما، كل المراحل التصحيحية التي خضع لها، و أن نبرز في كل مرحلة نمط الأخطاء التي ارتكبت بشأن  تحديد أو بنائه؟.

4- لم ولن يتوقف الفكر العلمي عند الاكتشافات التي أنجزت إلى الآن أو الاكتشافات التي لا زالت في طور البناء و الاكتمال. 

من الناحية الديداكتيكية، سيكون من المفيد طرح الكيفية التي ينبغي أن نقدم بها هذه الرهانات بالنسبة للمتعلم لجعله يتلمس الآفاق المنتظرة على مستوى الفكر العلمي.

5- إن العلم، ليس عملا غائبا يسير وفق خط تطوري بهدف بلوغ حقيقة مثلى أو نهائية، بل إنه كثيرا ما يكون وثيق الصلة بالشروط الاجتماعية و الثقافية التي ينتج في ظلها.

لذلك تطرح من الناحية الديداكتيكية أهمية التأكيد على نسبة  الحقائق العلمية ودوام التساؤل والنقد والتصحيح.

6- أن المفاهيم العلمية، تبدو في نهاية التحليل، أدوات لها وظيفة  أساسية وهي المساعدة  على حل مشكلات علمية وعلى إيجاد أجوبة على أسئلة يطرحها العالم.
والسؤال الديداكتيكي الملائم لهذه الأطروحة، يتمثل في الكيفية التي يجب أن توظف بها منهجية حل المشكلات على المستوى التعليمي- التعلمي.

7- للمفهوم العلمي وظائف أخرى تتجلى في التفسير والتنبؤ. فهل  سيكون من الملائم ديداكتيكيا؟.
- التركيز على الوظيفتين، التنبؤ و التفسير، حين التطرق  للمفاهيم العلمية في سياق وضعيات التعلم؟

8- النماذج التفسيرية العلمية ليست واقعا، بقدر ما هي تمثيل ما لهذا  الواقع وفق بناء تجريد محدد. فهل سيكون ملائما؟.  
- أن تعيد طرح النماذج العلمية، بكل فوائدها وثغراتها أمام  المتعلمين...؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال