الرافد السيكولوجي للديداكتيك والتعامل تربويا مع المتعلم في الفكر الديداكتيكي.. التعرف على الشروط النمائية المحيطة بعملية التعلم والمتحكمة في سيرورتها ومجرياتها

الاتصال حدث منذ زمن ليس بقريب، فالتعامل تربويا مع المتعلم في الفكر الديداكتيكي، سبق التعامل مع المعرفة الملقنة على الأقل فيما يخص معظم التجارب البيداغوجية التي اقترحها المفكرون وبعض  الفلاسفة كنماذج ينبغي العمل على منوالها للقيام بمهمة التدريس. 

ولسنا في حاجة هنا للعودة إلى التاريخ لذكر هذا الاتصال الذي حدث بين السيكولوجيا والديداكتيك، وخاصة في طورها ما قبل العلمي لدينا على سبيل المثال: اقتراحات روسو وفروبل وماريا مونتيسوري وديوي و ماكارينكو... وغيرهم.
 
وقبل أن نتطرق على أهم المفاهيم السيكولوجية التي كونت أرضية انطلق منها البحث الديداكتيكي، لا بد من الإشارة إلى أن أسئلة  الديداكتيكي.

هي أسئلة تهم مجالا تطبيقيا أي مجال الممارسة التربوية pratique éducative ولذلك فهو في حاجة إلى تقديم نماذج وأدوات للاشتغال أكثر من حاجته إلى بناء نظريات تفسيرية كبرى.

ومبررات لجوئه إلى السيكولوجيا تمليها، على الأقل، ضرورتان:

1- ضرورة التعرف على الكيفية التي يتعلم بها الفرد والتي يكتسب من خلالها معارف وخبرات وكفايات ومواقف واستراتيجيات...

2- ضرورة التعرف على الشروط  النمائية  développemental التي تحيط بعملية التعلم و تتحكم في سيرورتها ومجرياتها  المختلفة.

بعبارة أخرى، يحتاج الديداكتيكي في عمله، إلى تحليلات وتفاسير مستقاة من نظريات التعلم (سيكولوجيا التعلم  Psychologie de l’apprentissage وإلى جانبها يحتاج، أيضا، إلى ما توصلت إليه سيكولوجيا النمو psychologie du développement  من نتائج وحقائق تعينه على صياغة فرضايته و تصوراته على مستوى الممارسة التربوية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال