معضلة اندماج المهاجرين في مجتمع الغرب.. اجتياز امتحانات مدرسية متعددة وأداء الخدمة العسكرية للتعود على التقشف والمساواة والحياة الصعبة مع عدد كبير من مواطنيه

هناك جماعة بشرية - وهي ما يمكن تسميته بالمجتمع- نظّمت نشاطها وترابط أفرادها فيما بينهم حسب حاجتها الاجتماعية والاقتصادية وحسب قيمها الروحية والأخلاقية.

وهناك حاجة لكي يحلّ أفراد جدد من الشبان محل بعض الأفراد الذين أدركهم العجز أو انتزعهم الموت.

وهناك أعمال واختبارات وامتحانات لا بدّ للشبان من معرفتها واجتيازها ليثبتوا أنهم أهل  ليحلوا محل أفراد المجتمع الذين ضمتهم القبور أو أفعدهم العجز عن الاستمرار في العمل والانتاج في إطار المجتمع.

هذا النموذج مبسطٌ جداً ويتغير بتغير المجتمعات ومناطقها الجغرافية واعتقاداتها الدينية وقيمها الثقافية وحاجاتها الاجتماعية.
ففي المناطق الزراعية مثلاً نرى الإبن يقلّد أباه، ويرى فيه الإنسان الخبير في شؤون الفلاحة وتربية الحيوانات.

أما المجتمعات الأرستقراطية في القرون الوسطى، فإنها كانت تطلب من الشاب ليلحق بالرجال والكهول: الفروسية وخدمة الدين وتعلم فنون القتال.

والشاب الغربي في عصرنا هذا يُطلبُ منه اجتياز امتحانات مدرسية متعددة، وتُطلبُ منه الخدمة العسكرية لمدة معيّنة لكي يعيش في جوٍّ من التقشف والمساواة والحياة الصعبة مع عدد كبير من مواطنيه.

ولفهم عملية اندماج الفرد في المجتمع الغربي لا بدّ من معرفة طبيعة هذا المجتمع الذي يستقبل أفراده الجدد من الشبان لدمجهم واستخدامهم حسب أغراضه وحاجاته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال