المؤسسات التعليمية وأبناء المهاجرين في أوروبا والقدرة على التكيّف والاندماج في المجتمع الغربي ومؤسساته التربوية

التربية والتعليم هما الموضوعان الرئيسان بين مشكلات «الجيل الثاني» من أبناء العمال المهاجرين، ينالون قسطاً من تربيتهم وتعليمهم في المدرسة.

لكن المدرسة في الوقت نفسه تخلق لهم بعض المشكلات أثناء الدراسة وتزيد في حيرتهم وبؤسهم حين تؤدي دراستهم إلى الفشل ولا تعينهم على الالتحاق بسوق العمل المتميز.

وتدل الإحصاءات على أن الكثير من أبناء المهاجرين المسلمين لا يذهبون إلى المدارس الثانوية، فإن ذهبوا فإنهم يساقون إلى معاهد التدريب المهني أو التعليم الفني القصير ولا يدخل في التعليم الثانوي الطويل إلا ندرة لا تزيد في كثير من الأحوال عن 3-5 % من مجموع أبناء المهاجرين المسلمين.

ولو بحثنا عن هذه النسب لدى أبناء المهاجرين من الجنسيات الأخرى لوجدنا أنها أكثر ارتفاعاً. ذلك لأن هذه الجنسيات أقدر على التكيّف والاندماج في المجتمع الغربي ومؤسساته التربوية وأحسن حالاً من الناحية المالية واللغوية.

هذه الملاحظات البسيطة في ظاهرها هي من أهم المشكلات التي تجابه أبناء المهاجرين في الغرب.

وعند التأمل في الإحصاءات العلمية في بلد كفرنسا، نجد أنها تشير إلى أن عدد أبناء المهاجرين هو في ازدياد في المدارس الابتدائية بنسبة 3,2 %، فإن صحت هذه النسبة في الزيادة، فإن نسبة أبناء المهاجرين إلى مجموع الطلاب في المدارس الابتدائية في مطالع القرن الواحد والعشرين ستكون حوالي (25 %) تقريبا وذلك لكثرة الولادات في الأسر العمالية المسلمة وتناقص الولادات في الأسر الفرنسية.

وهذه النسبة الكبيرة المتوقع تحققها في العشريات الأولى من القرن الواحد والعشرين في مدارس فرنسا الابتدائية تستحق اهتماما كبيرا من قبل العمال المهاجرين وجمعياتهم المسؤولة عنهم، ومن قبل الفرنسيين ومؤسساتهم التعليمية قبل أن تنقلب إلى أزمة كبيرة ومشكلة تستعصي على الحل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال