أثر الثقافة الأصلية والثقافة الأوروبية على الشبان المهاجرين.. رفض العودة إلى الوطن والسعي إلى التجنيس والتعلق بالثقافة الأصلية والاستفادة من الثقافة الغربية

تطالعنا الدراسة المنهجية على الصفات البارزة للشبان من الجيل الثاني المعتمدة على مؤشرين رئيسيين وهما الثقافة الأصلية والثقافة الأوروبية أن هناك ثماني فئات من هؤلاء الشبان الذين تتجلى صورتم في دولة مثل فرنسا، وهم:

1- الفئة الأولى:
هي زمرة من الشباب تغلب عليهم الثقافة الأصلية وهم ميالون للعودة إلى وطنهم، لكن يحول دون هذه العودة أنهم غير مؤهلين لعمل من الأعمال.
وتعيش هذه الفئة في أحياء إما آهلة بالمهاجرين، أو أن المهاجرين قليلون فيها جداً.

ومعنى هذا أن تكاتف المهاجرين في منطقة ما أو قلتهم "التي تسبب عزلتهم" يؤديان إلى نفس النتائج في حياة هذه الزمرة وفي سلوكها الاجتماعي.

2- الفئة الثانية:
هي فئة الشباب الذين تشربوا الثقافة الأصلية، وأثرت فيهم الثقافة الغربية" أو الثقافة الهامشية من الثقافة الغربية" أكثر مما أثرت في الفئة الأولى. وهم يتمنون البقاء في الغرب.

وتتصف هذه الفئة بأنها مؤلفة من أفراد لهم عصبية واحدة ويعيشون في أحياء كثافة المهاجرين فيها كثيرة، ودراستهم في المدارس متنوعة النتائج، ضعيفة في الغالب، وأحياناً متوسطة وقليل منها موفق.

3- الفئة الثالثة:
مؤلفة من شبان منعزلين نسبياً عن ثقافتهم الأصلية وعن الثقافة الأوروبية.
وهم يرفضون العودة إلى وطنهم ويسعون للتجنس، وضياع الهوية في هذه الفئة ملموس، ونجاحهم في المدرسة هزيل، وكلّ هذا يقلل من إمكانات تلاؤمهم مع المجتمع الغربي. وتعيش هذه الفئة في مناطق قليلة العدد من المهاجرين، لكن أفرادها يعيشون على شكل عصابات أو تكتلات.

4- الفئة الرابعة:
فئة الشبان الذين هم في خصام مع أسرهم ومجتمعهم الأصلي، وليس لهم تعلّق ظاهر لا بثقافتهم الأصلية ولا بالثقافة الغربية.

لذلك كان من الصعب اندماجهم في البيئة الغربية. والصعوبة التي يلاقونها في الاختيار بين الوسطين تضيع شخصيتهم وهويتهم.

5- الفئة الخامسة:
تتألف من مجموعة من الشبان يحولُ تعلقهم بثقافتهم الأصلية دون استفادتهم من الثقافة الغربية، ورغبتهم في العودة إلى وطنهم بارزة، ويمكن تحقيقها لأن أكثرهم ذو ثقافة عامة ومهنية ظاهرة.

6- الفئة السادسة:
فئة تمثلت الثقافة الغربية جيداً، لكنها متعلقة بوطنها الأصلي، ولها اهتمام بكل ما يتصل بأحواله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ورغبتهم في العودة صادقة‘ وهي قابلة للتحقيق لأن هذه الفئة ذات ثقافة عامة جيدة وتدريب مهني وافٍ.

7- الفئة السابعة:
تشبه السادسة غير أن تمثلها للثقافة الغربية معادل لتمسكها بثقافتها الأصلية.
ونجد في هذه الفئة أسراً إسلامية وعربية صحيحة. وأفراد هذه الفئة ناجحون في دراساتهم وتدريبهم المهني، لكن حصيلة هاتين الثقافتين في أفراد هذه الفئة هي الرغبة في البقاء في الغرب والميل أحيانا للتجنس.

8- الفئة الثامنة:
أما هذه الفئة فهي ظاهرة العزم على تمثل الحياة والثقافة الغربية ونبذ القيم الأصلية، وتفضيل طريقة الغربيين في أسلوب الحياة وفي المذاهب السياسية، ولا تفكر هذه الفئة في العودة قط إلى الوطن الأول.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال