دور المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية في أوروبا في رعاية الجالية الاسلامية.. إقامة المساجد والمراكز الإسلامية في مختلف الأقطار الأوروبية

لقد كان للنخبة المثقفة من الطلاب في مطالع الهجرة دور كبير في الانطلاقة إلى تأسيس جمعيات  إسلامية ومنتديات اجتماعية وثقافية منذ نهاية الخمسينيات.

وكانت لقاءاتهم تجري في غرف صغيرة مستأجرة أو في قاعات تقدمها لهم الجامعات أو المؤسسات التي يتابعون دراساتهم فيها.

وكان من أول المؤسست الطلابية التي ظهرت في عام 1961م هو اتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا الذي تأسس في مدينة بروكسل ببلجيكا ثم انتقل فيما بعد إلى بون في ألمانيا الاتحادية، وكان لهذا الاتحاد دور كبير في رعاية الجالية الاسلامية الوافدة من الناحية الدينية والاجتماعية والثقافية وإقامة العديد من المؤسسات العبادية في مختلف البلدان الأوروبية.

وتبع ذلك إنشاء جمعيات واتحادات ومنتديات في كل مكان؛ مثل اتحاد العمال المسلمين في أوروبا واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا واتحاد الجمعيات الإسلامية واتحاد المراكز الإسلامية وغيرها.

ودعت الضرورة إلى أن تؤسس في كثير من الأقطار الأوروبية هيئات تعمل على التنسيق بين المراكز والمؤسسات الإسلامية كالمجلس الأعلى للمسلمين في بلجيكا، والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا واتحاد المنظمات الإسلامية في فرانسا وبريطانيا وغيرها، والمجلس الإسلامي في ألمانيا، والهيئة الاسلامية في اسبانيا واتحاد الجمعيات الاسلامية في بريطانيا وأيرلندة وجمعية الأئمة في هولندة. وتم أخيرا إنشاء مجلس تنسيق إسلامي بين المؤسسات الإسلامية الكبرى في ألمانيا.

ومنذ مطالع الهجرة تتابع على مرور الزمن إقامة المساجد والمراكز الإسلامية في مختلف الأقطار الأوروبية، وكا من أوائلها المركز الإسلامي في جنيف والمركز الإسلامي في بروكسل والمركز الإسلامي في آخن والمركز الإسلامي في ميونيخ وهامبورغ ولندن وغيرها.

وشهدنا في السنوات الأخيرة إقامة مراكز إسلامية حضارية متميزة؛ كالمراكز الإسلامية في كل من مدريد وروما ودبلن وميلانو وستوكهولم وجبل طارق وروتردام ومالقة وأدنبرة وغيرها.

وكان مما يلفت النظر أن هذه المراكز أقامت في بنائها منشأت تعليمية تبتدئ من رياض الأطفال إلى المراحل التعليمية التالية.

هذا إلى جانب قيام مؤسسات تعليمية خارج المسجد والمراكز، كالمدارس العربية التي انتشرت في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندة والدانمارك واسبانيا وأيرلندة وبريطانيا وأكاديمية الملك فهد في كل من لندن وبون.

وأصبح الاتجاه واضحا لإقامة مؤسسات أكاديمية وجامعية إسلامية كما هي الحال في بريطانيا وفرانسا واسبانيا وألمانيا وغيرها.

وهكذا نرى أن المؤسسات الإسلامية من جمعيات ومساجد ومراكز واتحادات أصبحت تُعدّ في أوروبا بالآلاف، ويكفي أن نذكر على سبيل المثال أن مدينة بروكسل تضم أكثر من 115 مسجدا وأن عدد أماكن العبادة في كل من فرانسا وألمانيا يزيد عن 2000 مسجدا ومركزا وقاعة صلاة.

ويجدر بنا أن نذكر أنه تكونت في بلجيكا هيئة تنفيذية منتخبة تمثل المسلمين ومنحتها الدولة البلجيكية ميزانية سنوية مجزئة.

وكان من أهم الإنجازات في هذا المجال إقامة المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي تأسس عام 1997م، وهو هيئة إسلامية متخصصة مستقلة تتكون من مجموعة من العلماء، تهدف إلى إيجاد التقارب بين علماء الساحة الأوروبية، والعمل على توحيد آرائهم الفقهية، وإصدار فتاوى جماعية تسد حاجة المسلمين في أوروبا، وتحل مشكلاهم وتنظم تفاعلهم مع المجتمعات الأوروبية في ضوء أحكام الشريعة ومقاصدها، والمقر الحالي للمجلس في مدينة دبلن بأيرلندة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال