وضعية الطفل المسلم في بلجيكا ومواجهة تيار التغريب والاندماج والذويان في المجتمع الأوروبي وتجنب الانسلاخ عن الهوية الثقافية والحضارية

في دراسة تمت على جمهرة من أبناء المسلمين في بلجيكا، تبين أن وضعية الطفل المسلم صعبة جداً، ويخشى عليه أن ينسلخ تماماً عن هويته الثقافية والحضارية.

فهو يتعرض يوميا في المدرسة والشارع وفي البيت من خلال وسائل الإعلام الفتانة إلى صور من الضغوط تجرّه جراً نحو تيار (التغريب) والاندماج - أو بالأحرى- الذويان في المجتمع الأوروبي.

وقد تزداد هذه الوضعية تشابكا  إذا كان الطفل ينحدر من زواج مختلط (خاصة الأم الأوروبية)، فيعيش الطفل انشطاراً محيّراً بين ثقافتين، وتكون الغلبة في أكثر الأحيان للثقافة الغربية إذا اعتبرنا جميع المؤثرات الخارجية.

أما المسؤولية في هذا الوضع المتردي فتحملها أولاً وبالذات الحكومات الإسلامية والعربية التي لها جاليات هامة في الغرب.

ذلك أن هذه الحكومات لم تبذل أي جهد منذ البداية في سبيل وضع سياسة واضحة بالاتفاق مع الحكومات المضيفة للمحافظة على الشخصية الإسلامية والعربية لأبناء مواطنيها.

ورغم أن هناك مبادرات جريئة تطفو على السطح من حين لآخر، إلا أنها لا تعدو أن تكون حلولاً وقتية تنقصها النجاعة والديمومة والتخطيط المحكم.

كما أن الأسرة تتحمل قسطا من المسؤولية، فهي لو حافظت على عاداتها وتقاليدها الإسلامية، وحرصت على تربية أطفالها تربية إسلامية وخاطبته بالعربية دائما لأمكنها التخفيف من حدة هذا الأمر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال