مشاكل الطلاب المهاجرين أبناء المهاجرين المسلمين في أوروبا خلال تعليمهم الثانوي.. نمو الطفل في مناخ ثقافي متواضع ومتاعب الجو السكني غير الملائم للدراسة

يلاحظ بصورة عامة أن الطلاب يعانون من بعض المشكلات الرئيسية خلال تعليمهم الثانوي. فمن المعلوم أن بين الطفولة وبين الحياة المهنية سنوات حرجة بالنسبة للأطفال المغتربين.

لأن هذه السنوات بالخاصة هي السنوات الأساس التي ترتكز عليها أساليب التربية.
ولا يزال هؤلاء الأطفال يستمرون في مجابهة الصعوبات سنة بعد سنة، ولا يتخلصون منها إلا بشق الأنفس.

ونذكر من بين هذه الصعوبات ما يلي:

1- لا يستطيع الوالدان بصورة عملية تقديم أية مساعدة تذكر من الناحية المادية والثقافية؛ وبالتالي ينمو الطفل في مناخ ثقافي متواضع بالإضافة إلى متاعب الجو السكني غير الملائم بصورة عامة للدراسة.

2- تضطرب أحيانا العلاقة بين الأبناء والآباء من جراء التربية التي يتلقاها الأبناء، والتي تختلف في طبيعتها وأصولها عن تربية الآباء.

3- يزداد الأمر سوءاً نتيجة لعدم استقرار مشاريع الآباء من حيث الاستيطان:
- هل سيعودون إلى أوطانهم؟
- أم سيبقون إلى فترة محدودة؟
- أم سيبقون إلى الأبد أو إلى أمد غير محدد؟

4- وفي هذا المناخ لا تستطيع المدرسة أن تلعب دوراً مناسباً في إطار التعليم.

5- يعتقد الغربيون أن المدرسة هي الإطار المناسب للدمج الاجتماعي والثقافي للمغتربين مع المواطنين.

 إلا أن المغترب نظراً لأنه كان يأمل في يوم من الأيام بالعودة إلى وطنه. لذلك فإن تفاعله مع عملية الاندماج سلبي إلى حدّ كبير، وقد أراد بعض المسؤولين عن التعليم التغلب على هذه الصعوبة بمحاولة المحافظة على قدر معين من الثقافة الأصلية للمغترب، والاقلاع عن محاولة إبعاده عن جذوره الأصلية، ولا شك أن نتائج هذه المحاولة ستختلف باختلاف الدوافع لها؛ إن كانت تربوية حقا!! أم أن وراءها عامل اجتماعي أو ديني ما... والسير في الموضوع على النفس الطويل.

6- يضاف إلى ذلك أن الطلاب المغتربين في مطالع هجرتهم، والذين تلقوا في الأصل مرحلة معينة من التعليم، يجدون صعوبة كبيرة للتلاؤم المباشر مع الصفوف الموافقة لسويتهم في المدارس الغربية من حيث السنّ والدراسة.

ويعود هذا إلى الضعف في اللغة وفقدان لغة المخاطبة والتفاهم مع المناهج التعليمية الغربية.
وقد يؤدي هذا إلى أن يخسر الطالب سنة دراسية على الأقل لكي يتلاءم مع جوّه الجديد.

7- وقد يصادف أن القدر من الدراسة التي تابعها التلميذ في موطنه قبل الهجرة غير معترف به كاملاً أو جزئياً في ديار الغربة، فيؤدي ذلك إلى بعض الصعوبات التي قد تفضي إلى خسارة بعض سنيّ الدراسة أيضاً.

8- وتدل الدراسات الإحصائية أن الاتجاه العام في تعليم أبناء المهاجرين واصح نحو التعليم المهني أكثر من التعليم العام أو التقني.

ولو أننا أصبحنا في الأيام الأخيرة نلاحظ زيادة نسبية في التوجه نحو التعليم العام وبالتالي الانتقال إلى التعليم الجامعي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال