قيمة المعرفة وأعراض هشاشة التعليم العالي في الدول العربية.. القدرة على تجاوز تراكم المعلومات والحقائق إلى إنتاج المعرفة المتجددة

تتجلى قيمة المعرفة في قدرتها على تجاوز تراكم المعلومات والحقائق إلى إنتاج المعرفة المتجددة، أي لا تتوقف عند حد اكتساب المعلومات، وإنما يتعدى ذلك إلى توظيف تلك المعلومات والمعارف في الحياة العلمية واستثمارها في إنتاج معارف جديدة.

ويمكن هنا أن نذهب إلى ما ذهب إليه (Perkins, 1992: 123) في هذا السياق: اكتساب المعرفة، وفهم المعرفة، وتوظيف المعرفة.

وتمر "دورة المعرفة" بثلاثة مراحل رئيسة هي: "توليد المعرفة" بالبحث والإبداع والابتكار، و"نشرها" بالتعليم والتدريب؛ و "توظيفها" في تقديم منتجات وخدمات جديدة أو مطورة، تسهم في مجالات التنمية، والاستفادة من ذلك في توليد الثروة وإيجاد الوظائف، والمساهمة في تطوير حياة الإنسان (البكري، 2006: 26).


وعندما يضاف إلى هذه الدورة بعد التكنولوجيا، تتزايد الدورة المعرفية لتصبح أربعة مراحل لتشكل " 4P "، وهي: Production (أي إنتاج وتوليد المعرفة بالبحث والتطوير) Publication (أي نشر المعرفة) و Proto type (أي تسجيل براءات الاختراع) Products (أي توظيف وتحويل المعرفة للحصول على منتوجات وخدمات جديدة تسهم في التقدم والتنمية ).

وعندما يتحقق للمجتمع القدرة على إنتاج وتوليد المعرفة الجديدة، ونشرها في أوعية النشر العالمية، والحصول على قدر وافر من براءات الاختراع؛ ينتقل هذا المجتمع أو ذاك إلى ما يسمى مجتمع المعرفة؛ وحينما يتعدى ذلك إلى تحقيق المرحلتين الثالثة والرابعة (التوظيف، والتطبيق في الحصول على منتوجات جديدة قابلة للتداول والإسهام في التنمية والتقدم، ينتقل المجتمع إلى ما يسمى "مجتمع اقتصاد المعرفة".

ويتوقف وضع المجتمع ومكانته بين دول العلم على موقعه من دورة العلوم والتكنولوجيا، ومدي تفعيل مراحلها.

وأشار( علي، 2007: 6 ) إلى أن المعرفة في جميع مراحل اكتسابها وإنتاجها تتسم " بالإنسانية "، أي أن اكتسابها وإنتاجها يعتمد على الإنسان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال