قام (جاك لاكان) بتطبيق المنهج البنيوي على علم النفس، حيث أصبحت اللغة عنده نظرية علمية مستقلة يمكن بوساطتها وصف اللاشعور بطريقة علمية، وفهم قوانينه بدقة متناهية.
وبناء على هذا المبدأ فقد وضع لاكان بعض الأسس التي ترى أن كلام اللاشعور ينتظم في بنية متماسكة على أنه لغة، وأن بنية الشخصية هي عدة مستويات لغوية.
ويترتب على هذا أن الأمر الحاسم ليس الحلم في ذاته وإنما مادته المحكية التي هي أهم وثيقة من وجهة النظر التحليلية.
وهي مرتبطة بالبنية اللغوية المتعددة المستويات.
كما يعد التفسير بدوره وثيقة.
ومهمة المحلل عندئذ هي اتخاذ موقف تكميلي كان فرويد يصفه بأنه تركيبي.
وعلى هذا فإن المادة التي يعمل بها المحلل النفسي هي المادة اللغوية.
ومن هنا ينبغي ألا ندهش مما كان يخصصه فرويد من وقت لدراسة وتحليل التداعيات اللغوية واللعب بالألفاظ وخطأ اللسان... إذ أن التحليل اللغوي هو المنهج الملائم لدراسة اللاشعور.
وقد أبرز لاكان أهمية مرحلة (المرآة) في التطور المبكر للطفل واكتشافه المندهش لصورته، مما يمثل الإدراك الأولي لنفسه كجسم موحد يمكن التحكم فيه.
وهذه الصورة لا تلبث أن تسيطر على علاقته بالأطفال الآخرين، وتتحول إلى لعبة السيد والخادم أو الممثل والنظارة.
ويصبح ذلك مظهراً لرفض الواقع. ويحدث شبيه بهذا في اللغة.
فطبيعة اللغة التجريدية تجعل أي معرفة بشرية ممكنة، وتتضمن نوعاً من إنكار الحقيقة الواقعة.
ومع ذلك فإن الوظيفة الأساسية للغة إن لم تكن جزءاً من الحوار الإنساني وتخضع لقوانين القول العادي فإنها يمكن أن تطبق جميع إمكانياتها في النقل والتكثيف والإسقاط لإنكار الواقع والخضوع المطلق لمبدأ اللذة.
وهكذا تتكون (اللغة المنسية) للاشعور.
التسميات
نماذج بنيوية