القدرة أو الكفاءة اللسانية في النظرية اللسانية الحديثة.. تجسيد أو تمثيل للملكـة اللسانية. المعرفة الذهنية والكفاءة والكفاية والقدرة

القدرة أو الكفاءة اللسانية في النظرية اللسانية الحديثة:

حسب الرأي السائد في النظرية اللسانية الحديثة فإن القدرة أو الكفاءة اللسانية (Linguistic Competence) تعدّ تجسيداً أو تمثيلاً للملكـة اللسانية (Language Faculty).

ومن هنا نجد أن هكتـر هامرلي قد استخدم (Linguistic Competence) بمعنى المعرفة الذهنية والكفاءة والكفاية والقدرة، وهذا أحدث إشكالية في ترجمة المصطلح ونقله إلى العربية، الأمر الذي أدّى إلى تداخل المفاهيم وتعددها.

ومن جهة أخرى أجد أن باقر قابل مصطلح تشومسكي (adequacy) بالقابلية و(capacity) بالقدرة وترجم الفهري (Competence) بالقدرة و(capacity) بالكفاءة والقدرة. أما الكفاية فقابلها بـ (adequacy). وهذا التفاوت في مقابل المصطلح، ترتب عليه مشكل التداخل في المفهوم.

خصائص القدرة اللسانية:

في النظرية اللسانية الحديثة، القدرة اللسانية هي مجموعة القواعد والعمليات التي يمتلكها الإنسان ويستخدمها للإنتاج والفهم والإدراك للغة. وهي تُعرف أيضًا باسم "النظام اللساني" أو "النظام اللغوي".

وتتميز القدرة اللسانية بالعديد من الخصائص، منها:

• النظامية: تتميز القدرة اللسانية بأنها نظام منظم من القواعد والعمليات.
• الإبداعية: تتميز القدرة اللسانية بأنها إبداعية، حيث يمكن استخدامها لإنشاء جمل جديدة لا نهائية.
• التلقائية: تتميز القدرة اللسانية بأنها تلقائية، حيث يتم استخدامها دون وعي أو تفكير.

وتُعد القدرة اللسانية قدرة فطرية لدى الإنسان، حيث يولد بها ويطورها مع النمو. ويمكن تعلمها وتطويرها من خلال التفاعل مع اللغة.

وتلعب القدرة اللسانية دورًا مهمًا في التواصل البشري، فهي تسمح للناس بفهم بعضهم البعض والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.

النظريات اللسانية التي تناولت مفهوم القدرة اللسانية:

وهناك العديد من النظريات اللسانية التي تناولت مفهوم القدرة اللسانية، ومن أبرزها:

• النظرية التوليدية: ترى النظرية التوليدية أن القدرة اللسانية هي مجموعة من القواعد التي تحدد كيفية تركيب الجمل في اللغة.
• النظرية الوظيفية: ترى النظرية الوظيفية أن القدرة اللسانية هي مجموعة من القواعد التي تحدد كيفية استخدام اللغة لتحقيق أهداف التواصل.
• النظرية التداولية: ترى النظرية التداولية أن القدرة اللسانية هي مجموعة من القواعد التي تحدد كيفية استخدام اللغة في التفاعلات الاجتماعية.

وعلى الرغم من اختلاف هذه النظريات في بعض التفاصيل، إلا أنها تتفق جميعًا على أن القدرة اللسانية هي مجموعة من القواعد والعمليات التي تسمح للإنسان بالتواصل باستخدام اللغة.