واقع الصحة في المغرب.. ضعف التأطير الطبي والطاقة الاستيعابية بالمستشفيات وغياب التغطية الصحية وانخفاض نسبة الأطباء والأطر الصحية إلى عدد المواطنين

من جملة الميادين التي يتراكم فيها التأخر، يأتي حقل الصحة بدون أدنى منازع ! إن المغرب لا يتوفر على صعيد التأطير الطبي سوى على 35 طبيبا لكل 100.000 مواطن خلال سنــــة 1995. بل إن الإيقاع الذي تتزايد به نسبة التأطير لا تبشر بأكثر من 58 طبيبا لنفس العدد من المواطنين سنة 2020 !
أما الطاقة الاستيعابية بالمستشفيات فإنها لا تتزايد سوى بمعدل 140 سرير كل سنة. وهذه نسبة جد ضئيلة حيث سيكون على المغرب أن يوفر 40.000 سرير إضافي ليصل إلى معدل معقول لتغطية الحاجيات القائمة.
وأما مستوى التطبيب، فإنه يشهد مفارقة غريبة وبالغة الخطورة، حيث يبلغ حجم التطبيب لدى الفئات الموسرة 15 ضعفا بالمقارنة مع التطبيب لدى الفئات غير المحظوظة ومحدودة الدخل، وتزيد التغطية الضعيفة على صعيد الرعاية الصحية والتي يوفرها نظام الضمان الاجتماعي من تفاقم هذه الظاهرة مما يشكل مبعث قلق كبير على مستقبل الصحة المغربية.
وتجدر الإشارة، موازاة مع ماسبق ذكره، إلى أن معدل الوفيات في المغرب يبقى مرتفعا مقارنة مع ماعرفته بلدان أخرى في نفس المستوى من النمو، برغم التقلص الذي يشهد هذا المعدل على الصعيد الوطني خاصة.
إن الصحة لا ترتهن فحسب بمسألة التطبيب والطاقة الاستعابية للمؤسسات الاستشفائية، ولا بنسبة التغطية الصحية ونسبة الأطباء والأطر الصحية إلى عدد المواطنين، بل ترتهن أيضا بدرجة نقــــاوة المحيط البيئي وبأسلوب العيش وحالة الماء الشروب وأيضا بأساليب الوقاية المتبعة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال