تعريف الطيرة لغة:
الطيرة، والتطير بمعنى واحد؛ فالتطير مصدر الفعل تطير يتطير، والطيرة اسم المصدر.
مثل تخـير يتخـير تخـيراً، وخيرةً، ويقـال: تطـيَّرت من الشـيء، وبالشيء.
والطيرة في الاصطلاح هي:
التشاؤم من الشيء المرئي، أو المسموع.
والتشاؤم: هو عَدُّ الشيء مشؤوماً، أي يكون وجوده سبباً في وجود ما يحزن ويضر.
اشتقاق الطيرة، وسبب تسميتها بذلك:
الطيرة مشتقة من أحد أمرين:
إما من الطيران: فكأن الذي يرى ما يكره أو يسمع_يطير، كما قال بعضهم:
عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى
وصوَّت إنسان فكدت أطير
وإما من الطير: وهذا هو الأصل، والمختار من الوجهين؛ إذ كانت العرب تزجر الطير والوحش، أي تُنَفِّرها، وترسلها، وتتفاءل أو تتشاءم بها.
فمن قال بالأول احتج بأن الوحش يُتطيَّر به، وزُجِرت مع الطير.
ومن قال بالقول الثاني قال: إنما كان الأصل في الطير، ثم صار في الوحش، وقد يجوز أن يُغَلَّب أحد الشيئين على الآخر؛ فيذكر دونه، ويرادان جميعاً، كما قيل:
ما يعيف اليوم في الطير الدَّوَح
من غراب البين أو تيس برح
فجعل التيس من الطير؛ إذ قدم ذكر الطير، وجعله من الطير بمعنى التطير.
فالتطير إذاً مأخوذ من الطير في الأصل، ثم أطلق على كل ما يتوهم أنه سبب في لحاق الشر، سواءً كان مسموعاً، أو مرئياً، أو معلوماً، وسواء كان طيراً، أو حيواناً، أو جماداً، أو زماناً، أو مكاناً، أو شخصاً، أو نباتاً، أو عدداً، أو نحو ذلك.
ومما يدخل في مبحث الطيرةِ العيافةُ، وهي: مَصْدَرُ الفعل عاف يعيف، والمصدر عيافة.
والعيافة هي:
زجر الطير، وتنفيرها، وإرسالها، والتفاؤل، أو التشاؤم بأسمائها، وأصواتها، وممراتها؛ فعن العيافة يكون الفأل، أو التشاؤم.
وَجْهُ كونِ الطيرةِ من السحر:
قال عليه الصلاة والسلام_: إن العيافة، والطرق، والطيرة من الجبت.
قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطَرْق: الخط في الأرض، والجبت: قال الحسن: إنه الشيطان.
قيل في تفسير الجبت: هو كل ما عبد من دون الله، وقيل: هو الكاهن، والساحر، والسحر.
قال الدكتور أحمد الحمد مبيناً وجه كون الطيرة من السحر من خلال الحديث الماضي: =إن معاني الجبت كلها صادقة في العيافة، والطرق، والطيرة بحسب أحوالها، وكل تلك المعاني دالة على عِظَمِ جُرْم فاعلها.
فإن كانت سحراً فلها أحكامه، وما قيل فيه يقال فيها.
ولا شك بأن اعتقاد أن تلك الأفعال مُنْبِئَةٌ عن ما سيحصل من الغيب، أو أن هذا الفعل مباح _ كفرٌ، واعتقادَ أنها تجلب له النفع، أو تدفع عنه الضرر شرك، فهذا نوع عبادة لها.
وفاعل هذه الأمور، ومفسرها لنفسه أو للناس _ساحر، وإقدامه على الفعل تبعاً لذلك، أو امتناعه، أو طاعة غيره له _ عبادة لغير الله _تعالى_ لما صح عن رسول الله" أن الطيرة شرك، روى أبو داود بسنده عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله" قال: (الطيرة شرك) ثلاثاً+، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل.
وإن كان صاحب تلك الأعمال لا يعتقدها فهو كذب، وغش، وبهتان، ووسيلة إلى الشرك ممن قد يصدقه، وبحسب حاله يكون حكمه من الكفر، أو الفسوق والعصيان؛ فالفاسق من يتظاهر بتلك الأعمال كذباً من غير اعتقاد، ولا استعانة بالشياطين، وجعلِ تلك الأمور وسيلة ظاهرة يضلل بها.
والكافر هو فاعلها معتقداً إباحتها، أو صدقها ودلالتها، أو المستعين بالشياطين على كشف بعض الأمور، واتخاذ تلك وسيلة يخفي بها صُنْعَه.
ومما يؤكد علاقة الطيرة بالسحر أن أهل الجاهلية كانوا يقصدون بالسؤال عن حوادثهم، وما أَمَّلوه مِنْ أعمالهم _ مَن اشتهر عندهم بإحسان الزجر، والطيرة، وسموه عائفاً، وعرافاً.
وممن اشتهر بذلك عرَّاف اليمامة، والأبلق الأسدي، والأجلح، وعروة ابن يزيد، وغيرهم؛ فكان العرب يحكمون بذلك، ويعملون به، ويتقدمون، ويتأخرون في جميع ما يتقلبون فيه، ويتصرفون؛ في حال الأمن، والخوف، والسعة، والضيق، والحرب، والسلم؛ فإن أنجحوا فيما يتفاءلون به مدحوه، وداوموا عليه، وإن عطبوا فيه تركوه وذموه.
الطيرة، والتطير بمعنى واحد؛ فالتطير مصدر الفعل تطير يتطير، والطيرة اسم المصدر.
مثل تخـير يتخـير تخـيراً، وخيرةً، ويقـال: تطـيَّرت من الشـيء، وبالشيء.
والطيرة في الاصطلاح هي:
التشاؤم من الشيء المرئي، أو المسموع.
والتشاؤم: هو عَدُّ الشيء مشؤوماً، أي يكون وجوده سبباً في وجود ما يحزن ويضر.
اشتقاق الطيرة، وسبب تسميتها بذلك:
الطيرة مشتقة من أحد أمرين:
إما من الطيران: فكأن الذي يرى ما يكره أو يسمع_يطير، كما قال بعضهم:
عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى
وصوَّت إنسان فكدت أطير
وإما من الطير: وهذا هو الأصل، والمختار من الوجهين؛ إذ كانت العرب تزجر الطير والوحش، أي تُنَفِّرها، وترسلها، وتتفاءل أو تتشاءم بها.
فمن قال بالأول احتج بأن الوحش يُتطيَّر به، وزُجِرت مع الطير.
ومن قال بالقول الثاني قال: إنما كان الأصل في الطير، ثم صار في الوحش، وقد يجوز أن يُغَلَّب أحد الشيئين على الآخر؛ فيذكر دونه، ويرادان جميعاً، كما قيل:
ما يعيف اليوم في الطير الدَّوَح
من غراب البين أو تيس برح
فجعل التيس من الطير؛ إذ قدم ذكر الطير، وجعله من الطير بمعنى التطير.
فالتطير إذاً مأخوذ من الطير في الأصل، ثم أطلق على كل ما يتوهم أنه سبب في لحاق الشر، سواءً كان مسموعاً، أو مرئياً، أو معلوماً، وسواء كان طيراً، أو حيواناً، أو جماداً، أو زماناً، أو مكاناً، أو شخصاً، أو نباتاً، أو عدداً، أو نحو ذلك.
ومما يدخل في مبحث الطيرةِ العيافةُ، وهي: مَصْدَرُ الفعل عاف يعيف، والمصدر عيافة.
والعيافة هي:
زجر الطير، وتنفيرها، وإرسالها، والتفاؤل، أو التشاؤم بأسمائها، وأصواتها، وممراتها؛ فعن العيافة يكون الفأل، أو التشاؤم.
وَجْهُ كونِ الطيرةِ من السحر:
قال عليه الصلاة والسلام_: إن العيافة، والطرق، والطيرة من الجبت.
قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطَرْق: الخط في الأرض، والجبت: قال الحسن: إنه الشيطان.
قيل في تفسير الجبت: هو كل ما عبد من دون الله، وقيل: هو الكاهن، والساحر، والسحر.
قال الدكتور أحمد الحمد مبيناً وجه كون الطيرة من السحر من خلال الحديث الماضي: =إن معاني الجبت كلها صادقة في العيافة، والطرق، والطيرة بحسب أحوالها، وكل تلك المعاني دالة على عِظَمِ جُرْم فاعلها.
فإن كانت سحراً فلها أحكامه، وما قيل فيه يقال فيها.
ولا شك بأن اعتقاد أن تلك الأفعال مُنْبِئَةٌ عن ما سيحصل من الغيب، أو أن هذا الفعل مباح _ كفرٌ، واعتقادَ أنها تجلب له النفع، أو تدفع عنه الضرر شرك، فهذا نوع عبادة لها.
وفاعل هذه الأمور، ومفسرها لنفسه أو للناس _ساحر، وإقدامه على الفعل تبعاً لذلك، أو امتناعه، أو طاعة غيره له _ عبادة لغير الله _تعالى_ لما صح عن رسول الله" أن الطيرة شرك، روى أبو داود بسنده عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله" قال: (الطيرة شرك) ثلاثاً+، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل.
وإن كان صاحب تلك الأعمال لا يعتقدها فهو كذب، وغش، وبهتان، ووسيلة إلى الشرك ممن قد يصدقه، وبحسب حاله يكون حكمه من الكفر، أو الفسوق والعصيان؛ فالفاسق من يتظاهر بتلك الأعمال كذباً من غير اعتقاد، ولا استعانة بالشياطين، وجعلِ تلك الأمور وسيلة ظاهرة يضلل بها.
والكافر هو فاعلها معتقداً إباحتها، أو صدقها ودلالتها، أو المستعين بالشياطين على كشف بعض الأمور، واتخاذ تلك وسيلة يخفي بها صُنْعَه.
ومما يؤكد علاقة الطيرة بالسحر أن أهل الجاهلية كانوا يقصدون بالسؤال عن حوادثهم، وما أَمَّلوه مِنْ أعمالهم _ مَن اشتهر عندهم بإحسان الزجر، والطيرة، وسموه عائفاً، وعرافاً.
وممن اشتهر بذلك عرَّاف اليمامة، والأبلق الأسدي، والأجلح، وعروة ابن يزيد، وغيرهم؛ فكان العرب يحكمون بذلك، ويعملون به، ويتقدمون، ويتأخرون في جميع ما يتقلبون فيه، ويتصرفون؛ في حال الأمن، والخوف، والسعة، والضيق، والحرب، والسلم؛ فإن أنجحوا فيما يتفاءلون به مدحوه، وداوموا عليه، وإن عطبوا فيه تركوه وذموه.
التسميات
سحر