العلاقات السياقية والعلاقات الخلافية أو الاستبدالية في علم اللغة

إن العلاقات السياقية في علم اللغة تقابلها (علاقات الحضور) في الأدب. كما أن العلاقات الخلافية أو الاستبدالية تقابل (علاقات الغياب).

مع ملاحظة أن هذا التقسيم لا يمكن أن يكون مطلقاً، إذ أن هناك عناصر غائبة من النصوص ولكنها حاضرة في ذاكرة القراء في فترة معينة، لدرجة أنه يمكن اعتبارها عناصر حاضرة.

وعلى العكس من ذلك فقد نجد في كتاب ما بعض الأجزاء التي تبعد عن البعض الآخر لدرجة أنه يمكن اعتبار علاقتها من النوع الغائب.

وفي تصور المستويات المتداخلة بنائياً يعتمد كل مستوى على ما قبله في كل يكشف عن ضرورة التحليل المنتظم للموضوع.

فالتحليل الأدبي يمر بمستوى الرموز في العمل الأدبي، وبالوحدات الدلالية الكبرى التي تكوّنها وتحددها، وبالموضوعات.

ثم تعزز هذه المستويات بالمنهج البنيوي السيميولوجي الذي أخذ باتجاهين: أفقي، ورأسي.
وهكذا يمكن ترتيب هذه المستويات التي يحللها النقد البنيوي في العمل الأدبي، على الشكل التالي:

1- المستوى الصوتي:
حيث يدرس الحروف ورمزيتها وتكوينها الموسيقي (من نبر وتنغيم وإيقاع).

2- المستوى الصرفي:
وتدرس فيه الوحدات الصرفية ووظيفتها في التكوين اللغوي والأدبي.

3- المستوى المعجمي:
وتدرس فيه الكلمات لمعرفة خصائصها الحسية والتجريدية والمستوى الأسلوبي لها.

4- المستوى النحوي:
لدراسة تأليف وتركيب الجمل، وطرق تكوينها، وخصائصها الدلالية.

5- المستوى الدلالي:
ويعنى بتحليل المعاني المباشرة وغير المباشرة، والصور المتصلة بالأنظمة الخارجة من حدود اللغة والتي ترتبط بعلوم النفس والاجتماع، وتمارس وظيفتها على درجات في الأدب.

6- المستوى الرمزي:
الذي تقوم فيه المستويات السابقة بدور (الدال) الذي ينتج (مدلولاً) جديداً يقود بدوره إلى المعنى الثاني أو ما يسمى بـ(اللغة داخل اللغة).

ولكل واحد من هذه المستويات قوانينه البنيوية الثابتة مثل قواعد النحو والبلاغة والعروض وشبكات التداعي وقوانين الدلالة ومنطق الصور والمواقف الإيديولوجية والثقافية.

وإن دراسة هذه المستويات جميعها، وعلاقاتها المتبادلة، وتوافقاتها، والتداعي الحر فيما بينها، هو الذي يحدد البنية الأدبية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال