مفهوم التعبير.. الشفهي والكتابي والإبداعي الذي يتضمن الإتيان بشيء لم يسبق إليه قائله والوظيفي الذي يتصل باستخدام الحياة

لقد درج واضعو المناهج على استخدام لفظة الإنشاء لما يعرف في المجال اللغوي بالتعبير، سواء أكان هذا القول بالكلمة المنطوقة أم بالكلمة المسموعة وسواء أكان إبداعيا أم وصفيا.

وما زالت كلمة الإنشاء تستخدم في بعض المناهج حتى الآن حيث تقرن بكلمة التعبير.

وقد استقرت التربية الحديثة على إيثار لفظة التعبير لهذا اللون من النشاط دون غيرها لأنها تدل على الارتباط بينه وبين النفس، ولأنها تشمل ألوانه على اختلافها: الشفهي منه والكتابي، الإبداعي الذي يتضمن الإتيان بشيء لم يسبق إليه قائله والوظيفي الذي يتصل باستخدام الحياة، وذلك  لأن كلا منهما له صلته بالنفس، ولا يمكن أن يتخلص من قسماتها وملامحها، ولو انه انفصل انفصالا تاما عنها لفقد أهم مميزاته، وما كان جديرا بان يُدَرَس في باب التعبير، أو يوجه إليه شيء من الرعاية والاهتمام.

بحيث أن مفهوم هذا الفرع  التعبير عما يدور في النفس من فكرة أو خاطرة أو عاطفة أو نحوها...بحيث لا يتجرد من طابعها وملامحها وان تعددت ألوانه.

وقد كان من المنتظر أن يأتي التعبير بعد الاستماع، مسايرة لترتيب فنون اللغة وأنشطتها: "الاستماع، الحديث، القراءة، الكتابة"، ولكن ارتباط  القراءة بالاستماع من ناحية، واعتماد التعبير غالبا على الزاد الفكري واللغوي الذي يأتي في آثار القراءة من ناحية ثانية، ثم  دخول اللون التحريري تحته من ناحية ثالثة – دفعت إلى هذا النمط من الترتيب.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال