تعليم اللغة العربية في مستوى الأول ابتدائي.. عوائق تحول دون التسريع في وتيرة تعلم النسق الفصيح

إن تلميذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي يلج مدرسته وهو يتوفر على زاد معرفي وخبرات لابأس بها.
غير أنه بالمقابل يمتلك كفاية عالية في مجال لغته الأم (اللسان الدارج) التي أصبح يتكلمها بشكل عفوي للتعبير عن حاجاته، والتواصل بها مع الآخرين، في حين أن النسق العربي الفصيح لم يمتلك بعد ناصيته، وإن كان يتوفر على نسبة قليلة منه معجمه الرائج في محيطه البيئي و الاجتماعي عن طريق وسائل الإعلام المسموعة و المرئية.
فتلميذ السنة الأولى مدعو هنا إلى تعلم النسق العربي الفصيح على النحو الذي تعلم به لغته الأم بشكل ضمني، دون معرفة القواعد الضابطة التي تترك إلى مراحل لاحقة، إلا أن ذلك لا يخلو من صعوبة، حيث تحول جملة من العوائق دون التسريع في وتيرة تعلم النسق الفصيح، حتى يبدو وكأن المتعلم بصدد تعلم لغة ثانية؛ وذلك لأسباب و عوامل ذاتية وموضوعية لا مجال للخوض فيها الآن.
ومن هذا المنطلق، يجد نفسه أمام إكراهات و تقييدات لا سبيل إلى تجاوزها إلا باتباع أسلوب ممنهج في مقاربة النسق الفصيح، وتفعيل أدائه بمراعاة جملة من المبادئ و الاعتبارت التربوية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال