التربية عند أفلاطون وأرسطو.. أن يصبح الفرد عضواً صالحاً في المجتمع وصلاح الفرد لا يكون إلا بمعرفته الخير وتقديره إياه ووسيلة للوصول إلى حالة السعادة

التربية عند أفلاطون وأرسطو:

كان أفلاطون وأرسطو من أهم الفلاسفة اليونانيين، ولقد تركا بصمات واضحة على فلسفة التربية الحديثة.

التربية عند أفلاطون:

كان أفلاطون مؤمنًا بأن التربية هي عملية تهدف إلى تنمية الروح، وأن هدفها هو إنتاج أفراد فاضلين قادرين على قيادة الدولة. وقد تصور أفلاطون دولة مثالية يحكمها الفلاسفة، ولقد وضع نظامًا تعليميًا نموذجيًا لهذه الدولة.

مراحل نظام أفلاطون التعليمي:

ويتضمن نظام أفلاطون التعليمي ثلاثة مراحل:

- المرحلة الأولى:

وهي مرحلة الطفولة، وتمتد من سن 7 إلى سن 12، وتشمل تعليم القراءة والكتابة والحساب والموسيقى والرياضة.

- المرحلة الثانية:

وهي مرحلة الشباب، وتمتد من سن 12 إلى سن 20، وتشمل دراسة الرياضيات والعلوم والفنون.

- المرحلة الثالثة:

وهي مرحلة النضج، وتمتد من سن 20 إلى سن 35، وتشمل دراسة الفلسفة.

الأسس الفلسفية لنظام أفلاطون التعليمي:

ويعتمد نظام أفلاطون التعليمي على أسس فلسفية أساسية، منها:

- نظرية المثل:

التي تفترض وجود عالم مثالي من المثل، وأن عالمنا المادي هو مجرد ظل لعالم المثل.

- نظرية النفس:

التي تفترض أن النفس البشرية هي جزء من عالم المثل، وأنها تسعى إلى العودة إلى عالمها الأصلي.

 التربية عند أرسطو:

كان أرسطو مؤمنًا بأن التربية هي عملية طبيعية، وأنها تهدف إلى تنمية قدرات الإنسان الفطرية. وقد وضع أرسطو نظامًا تعليميًا نموذجيًا يستند إلى نظرية المعرفة لديه.

مراحل نظام أرسطو التعليمي:

ويتضمن نظام أرسطو التعليمي ثلاث مراحل:

- المرحلة الأولى:

وهي مرحلة الطفولة، وتمتد من سن 6 إلى سن 12، وتشمل تعليم القراءة والكتابة والحساب والموسيقى والرياضة.

- المرحلة الثانية:

وهي مرحلة الشباب، وتمتد من سن 12 إلى سن 18، وتشمل دراسة الرياضيات والعلوم والفلسفة.

- المرحلة الثالثة:

وهي مرحلة النضج، وتمتد من سن 18 إلى سن 30، وتشمل دراسة السياسة والأخلاق.

الأسس الفلسفية لنظام أرسطو التعليمي:

ويعتمد نظام أرسطو التعليمي على أسس فلسفية أساسية، منها:

- نظرية المعرفة:

التي تفترض أن المعرفة تأتي من الخبرة الحسية والعقل.

- نظرية الأخلاق:

التي تفترض أن الخير هو الهدف النهائي للإنسان.

أوجه التشابه بين فلسفة التربية عند أفلاطون وأرسطو:

يتفق أفلاطون وأرسطو على أن التربية هي عملية ضرورية لتنمية الإنسان، وأن هدفها هو إنتاج أفراد صالحين قادرين على المساهمة في المجتمع. كما يتفقان على أهمية التعليم في تنمية العقل والروح.

أوجه الاختلاف بين فلسفة التربية عند أفلاطون وأرسطو:

ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات الأساسية بين فلسفتيهما التربويتين، منها:

- الهدف من التربية:

يعتقد أفلاطون أن الهدف من التربية هو إنتاج أفراد فاضلين قادرين على قيادة الدولة، بينما يعتقد أرسطو أن الهدف من التربية هو تنمية قدرات الإنسان الفطرية.

- نظام التعليم:

وضع أفلاطون نظامًا تعليميًا نموذجيًا يستند إلى نظرية المثل، بينما وضع أرسطو نظامًا تعليميًا نموذجيًا يستند إلى نظرية المعرفة.

- دور المعلم:

يعتقد أفلاطون أن دور المعلم هو توجيه الطالب إلى عالم المثل، بينما يعتقد أرسطو أن دور المعلم هو مساعدة الطالب على تطوير قدراته الفطرية.

وقد تركت فلسفة التربية عند أفلاطون وأرسطو تأثيرًا كبيرًا على فلسفة التربية الحديثة، حيث تأثر بها العديد من الفلاسفة والمربين، ومنهم جان جاك روسو وجون ديوي وجون هيوم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال