قادمة من الشمال القصيّ البارد أنت، غير أن لك غُنج بنات أورشليم، ودفء ينابيع الجنوب، وفتنة واحاته، وشذى أزهاره البرية، وغبطة عصافيره لحظة ينهض الربيع من تحت جليد الشتاء، وذهب شمسه عند الأصيل، وعسل فجره المنسكب على كثبانه الناعمة، وبريق نجومه في ليالي الصيف المترامية الأطراف.
قادمة من الشمال القصي البارد أنت غير أني لما احتضنتك، غرقت في ضوء طفولتي في بساتين اللوز والزيتون، واستعدت حرارة القبلات التي خطفتها من شفاه البدويات في الليالي المقمرة، وبهجة الق النار التي يوقدها البدو لتنير السبيل للضالين... أمثالي.
حدث ذلك بداية صيف. كانت نفسي مرة، وكنت أشرب كأسي وحيدا، بعيدا عن المدعوين إلى 'دار الأدب' بميونيخ، وكانوا كثيرين في ذلك اليوم بسبب وجود 'بيتر هاندكه' الذي كان سكراناً حد التلف. فجأة وقفت أمامي. فإذا بي بتلك الوحشة التي ظلت تعذب روحي على مدى النهار بكامله تنجلي، وإذا بي خفيف وسعيد مثل طائر تحرر من القفص الذي كان يعيقه عن الطيران.. وتلك الليلة عدت على شقتي وطعم قبلتك في فمي. وأظنه باق حتى هذه الساعة.
أولريكا.. لاسمك رنين اسم شهرزاد التي كبحت غضب شهريار فتحوّل إلى طفل وديع ينام على هديل الحكايات المثيرة...
ترى.. هل أنت حبي الأخير قبل الأفول؟!
حسونة المصباحي
قادمة من الشمال القصي البارد أنت غير أني لما احتضنتك، غرقت في ضوء طفولتي في بساتين اللوز والزيتون، واستعدت حرارة القبلات التي خطفتها من شفاه البدويات في الليالي المقمرة، وبهجة الق النار التي يوقدها البدو لتنير السبيل للضالين... أمثالي.
حدث ذلك بداية صيف. كانت نفسي مرة، وكنت أشرب كأسي وحيدا، بعيدا عن المدعوين إلى 'دار الأدب' بميونيخ، وكانوا كثيرين في ذلك اليوم بسبب وجود 'بيتر هاندكه' الذي كان سكراناً حد التلف. فجأة وقفت أمامي. فإذا بي بتلك الوحشة التي ظلت تعذب روحي على مدى النهار بكامله تنجلي، وإذا بي خفيف وسعيد مثل طائر تحرر من القفص الذي كان يعيقه عن الطيران.. وتلك الليلة عدت على شقتي وطعم قبلتك في فمي. وأظنه باق حتى هذه الساعة.
أولريكا.. لاسمك رنين اسم شهرزاد التي كبحت غضب شهريار فتحوّل إلى طفل وديع ينام على هديل الحكايات المثيرة...
ترى.. هل أنت حبي الأخير قبل الأفول؟!
حسونة المصباحي
ليست هناك تعليقات