نموذج من الخطابة الدينية

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وتدوم بفضله ومنّته العطايا والمكرمات، الـمتفضل على عباده بكل خير، الواهب دون منِّ ولا تقصير، وأصلي وأسلّم على هادي البشرية إلى سواء السبيل، من كان لكل فضل وخير دليل، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأبرار،  ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:
فيا أيها المؤمنون: إن المجتمع الإسلامي مجتمعُ التكافل والرحمة، صبغته شرعة النهج القويم فأحاطت بكل دقيقة وجليلة من مكوناته، حتى إننا نرى الأمر بالمعروف يشمل كل ما فيه نفع للناس، والنهي عن المنكر يحيط بكل ما ضرّ وأفسد.
ومن أهم ما دلّ عليه ديننا الحنيف توثيق عرى الترابط بين المسلمين، وزيادة الوشائج بينهم؛ حتى يكونوا كالجسد الواحد كما قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}؛ إخوة في كلّ ما من شأنه رفعة دين الله. إخوة في الدلالة على الخير والحث عليه. إخوة في ردع كل شائبة ودرء كل مفسدة، إخوة في التعامل والتكافل والمحبة، يقول صلى الله عيه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا).
عباد الله:
إنّ الأخوة الحقة في الإسلام هي التي تكفل هذا الترابط، وذلك الاتحاد، فالهدف سامٍ، والغاية نبيلة، والوسيلة مشروعة. ولا تتأتي الأخوة بين المسلم وأخيه المسلم حتى تؤسس المحبة بينهما في الله ولله، فيحبُّ لأخيه ما يحبه لنفسه، كما أرشد إلى ذلك هادي البشرية ومرشدها ومعلمها الأول.
ولعل من وسائل المحبة في الله تبادل النصح الصادق دون تعريض أو استهزاء، وكذلك تبادل الهدايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)، وبهذا يمكن للأمة بعد عون الله أن تكون بنيانًا واحداً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وصلى الله على سيدنا محمد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال