أهمية التعبير.. القدرة على امتلاك الكلمة الدقيقة الواضحة وإنشاء طالب قادر على إرسال الكلام صحيح الفكرة وتحقيق ذاتيته وشخصيته

أين يقع التعبير بين فروع اللغة العربية، ولماذا يختار له هذا الموقع؟
مثل هذين السؤالين يترددان في الحقل اللغوي، والعاملون في هذا الحقل وفي التربية المتصلة به يؤكدون قيمة التعبير وأَهميته ويضعونه على قمة فروع اللغة العربية وذلك لــ:

1- أنه غاية الدراسة اللغوية، فأقصى ما تطمح إليه هذه الدراسة أن تنشئ طالبا قادرا على ان يرسل الكلام صحيح الفكرة، سائغ العبارة، صافي اللغة، سليم الأداء النحوي، يتلقاه عنه السامع او القارئ فتسعد به نفسه وتأنس، لأنه يحمل إليها شيئا من الجمال الفني أيا كانت درجته.

2- إن القدرة على امتلاك الكلمة الدقيقة الواضحة لها أثرها في الحياة العملية فعلى سبيل المثال ما كتب رجل للشرطة حول ابنه الذي ضاع: "غاب ابني منذ يومين. شعره طويل، وعلى عينيه منظار شمسي، وعلى جسمه جلباب ابيض ومعطف أسود وفي قدميه حذاء بني...." ولكن الشرطة لم تعر طلبه التفاتا، ولما سأل عن السبب قيل له: هب ابنك حلق شعره، وغير منظاره وملابسه وحذاءه فكيف نميزه؟".

3- إن الكلمة المعبرة المؤثرة عماد الرواد والقادة، ولو لم يملكوها ما سلكوا الطريق الى العقول والقلوب... وفي القرآن الكريم ما يشير إلى أثر الفصاحة ما جاء على لسان موسى عليه السلام: "وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني" (سورة القصص 34).
وما جاء على لسانه أيضا من قوله تعالى: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي: (سورة طه 25-27).

أضف إلى ذلك ما خوطب به الرسول من قوله تعالى: "لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" (سورة القصص :195-196).

4- إن التعبير عماد الشخص في تحقيق ذاتيته وشخصيته، وفي تفاعله مع غيره، فعن طريق ما يرسل من الكلام المعبر الذي يفصح عن نفسه وعن ذاتيته  - يتسنى له أن يرى رد الفعل في سامعيه وقارئيه، فإن كان يحمل الرضا عنه أقنعه ذلك بنفسه وزاد من ثقته بها، وان كان يحمل سخطا عليها ونقدا لها، تحسس مواطن نقصها وعدل عن مسلكه.

5- إن التعبير الجيد من أسس التفوق الدراسي في المجال اللغوي وفي غيره، فإذا تفوق الطالب في تعبيره تفوق في دراسته اللغوية وفي حياته الدراسية، بل تفوق فيما بعدها من الحياة العملية لأن من يسيطرون على قدرات التعبير ومهاراته يسيطرون على الكلمة اللبقة والعبارة الدقيقة الهادفة، وذلك يعين على أن يشقوا طريقهم في هذه الحياة بنجاح.

6- أنه يغطي فنين من فنون اللغة هما الحديث والكتابة، ويعتمد في امتلاك زمامهما على فني اللغة الآخرين: الاستماع والقراءة وبذلك يبدوا وكأن دراسة اللغة تتجمع حوله.. وليس بعيدا أن يقال: "اللغة نوع من أنواع التعبير".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال